ازداد عدد النساء اللاتي يعشن في الفقر الريفي بنسبة 50% منذ عام 1975، مع أنهن يعملن ثلثي عدد ساعات العمل في العالم، وينتجن نصف غذاء العالم، إلا أنهن يكسبن 10% فقط من الدخل في العالم، ويملكن أقل من 1% من الملكية في العالم. ويتفشى التمييز ضد المرأة في كافة أنحاء العالم بمستوى لا يمكن تخيله، وتستند أسبابه إلى العنصر أو الإثنية أو الطائفة أو الإعاقة أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري «الإيدز».
لهذا السبب ولأسباب أخرى تم توقيع الاتفاقية المتعلقة بالتمييز، التي أقرتها منظمة العمل الدولية في عام 1958، وفي الربع الأول من القرن الـ21، إلى أين وصلت هذه الاتفاقيات، وما الذي نفذ منها؟ قد تجيبنا بعض الأحداث عن هذا السؤال:
في القدس: فصلٌ بين النساء اليهوديات والعربيات داخل غرف الولادة
في عام 2016، صدرت تعليمات، عن مدراء بعض المستشفيات الإسرائيلية، بفصل النساء العربيات عن النساء اليهوديات في أقسام الولادة، حيث تخصص الإدارة غرفًا أكبر وخدمات أكثر للنساء اليهوديات في أقسامها، في المقابل تجد غرف النساء غير اليهوديات، سواء العربيات أو من أصل إثيوبي مثلاً، مكتظة وتفتقد للخدمات.
في بريطانيا: لا للنساء العربيات في العمل
في عام 2016، كشف تقرير أعدته الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية والمجموعة البريطانية لشؤون الدين، يحمل عنوان «النساء المنسيات: تأثير الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) على النساء المسلمات في بريطانيا».. يقول إن «النساء العربيات يواجهن عقبات كبيرة في أماكن العمل، بما فيها التمييز أثناء الحمل، وانخفاض الأجور، والتمييز العنصري في طلبات العمل».
حيث واجهت امرأة 1 من أصل 8 نساء أسئلة مرتبطة بكونها امرأة، ومنها ما إذا كانت تخطط للزواج أو إنجاب الأطفال؛ بسبب خوف أرباب العمل من أن رعاية الأطفال ستشكل مشكلة بالنسبة للنساء لهن، وذلك انطلاقًا من افتراضات وقوالب نمطية.
في تونس: الاعتداء على الإفريقيات
في نهاية عام 2016، في بلد يعيش فيه اليوم نحو مليون مواطن من أصحاب البشرة السوداء، طعن شاب تونسي طالبتين كونغوليتين، ما تسبب لهما بجروح خطيرة على مستوى الرقبة.
هذه الحادثة أعادت ظاهرة التمييز العنصري إلى واجهة الأحداث في تونس، والنساء الإفريقيات هن الحلقة الأضعف، حيث أثيرت بعدها قضية الشابة التونسية «صابرين أنقوي» التي اشتكت من اضطهادها على خلفية بشرتها السوداء، ونعتها بصفات عنصرية توحي بالاحتقار والدونية.
من المعروف أن الزواج يكاد يكون منعدمًا بين السود والبيض في تونس، وفي صورة حدوث هذا الزواج النادر؛ فإنه يؤدي إلى قطيعة بين وجفاء بين العائلات، والأمثلة على هذه كثيرة.
في فلسطين: يستغنون عن الموظفات عند الحمل والولادة
في عام 2016، أكد نقابيون فلسطينيون رفض أرباب العمل تشغيل النساء المتزوجات في كافة القطاعات والمنشآت، وتفضيل العزباوات منهن، والأنكى من ذلك فصل الموظفات عند زواجهن، أو الاستغناء عن خدماتهن عند الحمل والولادة، مؤكدين أنها ظاهرة واسعة في سوق التشغيل الفلسطيني.
في واشنطن: نظرة ترامب الدونية للمرأة
في بداية عام 2017، وفي العاصمة الأميركية واشنطن، شارك مئات الآلاف من النساء اللاتي ارتدى كثير منهن قبعات بألوان وردية، وحملن لافتات كُتبت عليها عبارات تنتقد نظرة ترامب للمرأة، في إشارة إلى عبارات جنسية تلفظ بها في شريط مسجل يعود لعام 2005. واضطر المنظمون إلى تعديل خط سير المظاهرة؛ بسبب المشاركة التي فاقت التوقعات.
وخرجت أكثر من 400 ألف امرأة أميركية مع من يؤيدهن للتظاهر لإسقاط ولاية ترامب في مدينة نيويورك، حيث نشأ وكان يدير أعماله وأمام أبراجه، وقد خصصت شبكة BBC البريطانية ألبوم صور من مظاهرات النساء المليونية والتاريخية في كبريات مدن أميركا والغرب.
في السويد: عنصرية ضد الطالبات
خلال السنوات الخمس الأخيرة، تلقى مكتب وكيل الجمهور ضد التمييز في السويد 360 بلاغًا يتعلق بالتمييز العنصري ضد الطالبات، لم تجد سوى أربع منها طريقها إلى المحاكم. حيث تعرضت «فاطمة أوافي» ذات الـ16 عامًا للتمييز خلال مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرستها، التي تقع على بعد خمسين كيلومترًا شمالي مدينة لودفيكا، ومنذ سن الخامسة كانت البعض يناديها بلقب «نيغر» دون أن تعرف معنى لذلك اللقب ولا المقصود منه!
اسمها فاطمة، لكنها كانت تنادى بـ«نيغر» أو «ترك» أو «سفارت كالّه». فاطمة تقول إنها كانت تنادى بتلك الألقاب مرة بعد مرة، حتى اعتادتها، وأصبحت معتادة على سماع أنها ليست سويدية، وأن لون بشرتها مختلف، وأن لها دينًا آخر. تقول فاطمة: «عند سماعي كلمة (نيغر) وتكرار مناداتي بها مرة بعد أخرى؛ كنت أبكي وينتابني الغضب، ولتفادي سماع تلك الكلمات؛ كنت أختبئ في وقت الراحة المدرسية».