يحتفل عالمنا المعاصر بعيد الأم ومع اختلاف تواريخه بين الشعوب، يبقى الهدف والغاية واحداً، وهو العرفان بجميل الأم، لأنها صبرت وتحملت وأعطت من روحها من أجل أن تبث النور في أرواح أبنائها؛ ولكي تزرع الحب والسلام؛ ولتعلمنا معنى العطاء دون مقابل ولو على حساب فنائها من أجل أن ينبت أملٌ ومستقبل جديد.
في العالم الغربي
تعدُّ الأمريكيّة آنا جارفيس هي مبتكرة عيد الأم في عصرنا الحالي؛ إذ كانت أمها تردد دائماً العبارة التالية: «في وقت ما، وفي مكان ما، سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم» وعندما توفيت والدتها، أقسمت آنا أن تحقق رغبة والدتها وفاءً لها، وبناء على طلبها قام المسؤول عن ولاية فرجينيا بإصدار أوامره بإقامة احتفال لعيد الأم يوم 12 مايو عام 1907، وهذا هو أول احتفال لعيد الأم في الولايات المتحدة الأميركيّة.
في عالمنا العربي
يعود الفضل في الاحتفال بعيد الأم في مصر والوطن العربي إلى مقالة الكاتب علي أمين، حيث قال «لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه (يوم الأم) ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق».
وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة، ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكراً أو ربنا يخليكِ، لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كلٌّ منهم أمه كملكة فيمنعونها من العمل. ويتولون هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلاً منها ولكن أي يوم في السنة نجعله (عيد الأم)؟ ”.
بمجرد قراءة هذه المقالة انهالت خطابات القراء المرحبة بهذه الفكرة إلى جريدة أخبار اليوم المصرية، واتفقت كافة الخطابات على تخصيص يوم 21 مارس/ آذار، على أن يكون يوماً للأم، واحتفل المصريون لأول مرة بأمهاتهم في العام 1956.
أول منْ احتفل بعيد الأم
يعتبر الفراعنة من أوائل الأمم التي قدست الأم، فخصصوا يوماً للاحتفال بها، وجعلوا من «إيزيس» رمزاً للأمومة، وكانت تقام في هذا اليوم مواكب من الزهور تطوف المدن المصرية، ورأى قدماء المصريين أن تمثال «إيزيس» وهي ترضع ابنها “حورس” دليلٌ قوي على الحماية والأمومة.
عادات الشعوب في احتفالهم بهذا اليوم
يحتفل الشعبان الأمريكي والياباني بعيد الأم في الأحد الثاني من مايو/أيار، حيث يقيم الأطفال معرضاً للصور باسم «أمي»، و«المعرض المتنقل».
أما في الهند فيحتفل به لمدة 10 أيام ويطلقون عليه «درجا بوجا» وهو اسم أحد الآلهة التي تبعد عنهم الشر.
أما في فرنسا فيحتفل به في آخر أحد من شهر مايو/أيار، حيث تلتف الأسرة كلها حول المائدة لتناول وجبة شهية وتوزيع الحلوى.
وفي يوغسلافيا يحتفل به في شهر كانون الأول/ديسمبر ولمدة ثلاثة أيام، حيث يربط الآباء أبناءهم ولا يطلقون سراحهم إلا بعد اعترافهم بولائهم وطاعتهم لهم.
وأما في إسبانيا فيحتفل بعيد الأم في يوم الأحد الأول من أيار/مايو، حيث يرتبط لديهم بالاحتفال بتكريم السيدة مريم العذراء.
ويأتي عيد الأم في المرتبة الثالثة بعد الكريسماس وعيد الحب في كندا، ويحتفلون به في الأحد الأول من أيار/مايو، ويهدي فيه الأبناء أمهاتهم باقات ورود وبطاقات تهنئة.
وفي أثيوبيا لا يرتبط عيد الأم بيوم محدد، ويكون على حسب الانتهاء من الموسم الشتوي الممطر، حيث يأتي الأبناء حاملين الهدايا والفاكهة والأطعمة الشهية للأمهات، ويدهنون أنفسهم بالزبد.
ويحتفل به الشعب المصري بالأغاني التي تخلد الأم، مثل أغنية «ست الحبايب» التي لحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب وغنتها فايزة أحمد وكتبها الشاعر حسين السيد، وأغنية صباح الخير يا مولاتي لسعاد حسني وغيرها الكثير.
وأخيراً، يجب ألّا ننسى أنَّ احتفالنا بأمهاتنا غير مقتصر على هذا اليوم فحسب، فكل يوم تشرق فيه الشمس وأمهاتنا على قيد الحياة، يعدُّ فرصة لنا للتعبير عن جميل فضلهم علينا.
عيد الأمِّ.. يوم الوفاء بالعهد
- ثقافة وفنون
- سيدتي - رباز حجير
- 21 مارس 2017