لم تكن تتوقع كاشي، التلميذة والأم في آن واحد، أنّ قيامها بعمل إنساني بسيط، سيعطي شخصاً آخر الأمل في الحياة، ويجعله يتراجع عن فكرة الانتحار.
وفي التفاصيل، أنه ذات صباح وفي طريقها إلى الجامعة، توقفت في مطعم مجاور لجامعتها، لشراء فطورها وقهوتها المفضلة، ثم توجهت بعدها إلى طريق الجامعة، حيث التقت برجل مشرّد يجلس أرضاً، وينتظر قطعة نقود من المارة، ليرى ما إذا كان باستطاعته شراء الفطور.
ورغم تردّد كاشي في الاقتراب منه في البداية، لأنها شعرت بالقلق والخوف، إلا أنها في النهاية اقتربت منه ومنحته فطورها، وجلست بقربه تسأل عن حاله، وعن السبب الذي دفعه للجلوس في الشارع.
أجابها الرجل: "توفّيت أمي بسبب المرض منذ أشهر، أما أبي فأنا لم أعرفه في حياتي، لأنه توفي قبل أن أولد، خسرتُ منزلي وكلّ ما لديّ، لكنّ أكثر ما يؤذيني هو هروب الناس وخوفهم مني، لأنني فقط لا أملك سقفًا يؤويني".
استمرت المحادثة لدقائق، إلا أنّ كاشي أدركت بعدها أنها تأخرت على صفّها، فاعتذرت لإضطرارها الى الرحيل، إلا أنّ الرجل استوقفها لثوانٍ إضافية، ليترك لها رسالة تأخذها معها كتب فيها: "اليوم كنت سأُنهي حياتي، لأنني لم أعد أثق بالدنيا وبكل من فيها، أنتِ اليوم أثبتِّ لي أنّ الطيبة والإنسانية لا تزالان موجودتين، وأنّ المستقبل سيحمل لي أياماً جميلة!".
وختم بالقول: "شكراً على الفطور، وشكرًا على البسمة التي أعدتِها الى وجهي، بعد أن غابت عنه لفترة طويلة!".
الموضوع السابق
الموضوع التالى
