إيجابيات وأضرار مواقع التواصل على الحياة الزوجيَّة
بداية أوضح استشاري العلاقات الأسريَّة، خالد سندي، معنى وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: هي مجموعة من البرمجيات ومواقع الإنترنت التي تسعى إلى تفعيل العلاقات الاجتماعيَّة ونشر المحتوى المجتمعي من حيث الصور والمعلومات، سواء العامَّة أو الخاصة للأشخاص لصناعة تعاون مشترك بين الأفراد «التواصل الإنساني».
أما تأثيرها السلبي على الحياة الزوجيَّة، فعدَّده سندي في النقاط التالية:
- الانخراط في العالم الافتراضي عن العالم الحقيقي.
- نقل المشاكل الزوجيَّة إلى ساحات التواصل الاجتماعي.
- المقارنة والتركيز على الإيجابيات لدى الغير والتفاصيل الجميلة التي ينشرها الآخرون.
- البحث عن مواضع النقص في العلاقة الزوجيَّة وتعويضه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من الهروب وعدم القدرة على حلِّ مواجهته.
- حدوث الفجوة في العلاقة بين الزوجين، والرجل هو المسؤول عنها، كلام يعترف به أستاذ خالد سندي ويقول الفجوة سببها انشغال الزوجة بشؤون البيت والأبناء، بينما يلجأ الزوج إلى الجلوس أمام «النت»، ومن هنا تحدث معظم المشكلات.
مواقع التواصل تعزِّز السلبيات
بينما يرى الاستشاري النفسي، الدكتور ماجد عشي أنَّ من مضار مواقع التواصل الاجتماعي أنَّها تزيد من أي صفات سلبيَّة لدى الأشخاص وبخاصة زيادة النرجسيَّة عند الشخص، والاهتمام بالذات بشكل مبالغ فيه، وكذلك الأنانيَّة والتفكير بالنفس على حساب الآخرين.
وبرأي حيادي يعلق الاختصاصي النفسي غالب أبو الفرج على هذا الموضوع قائلاً: «على الرغم من أنَّني أحذر من الإفراط في التعاطي مع وسائل التواصل إلا أنَّني أدعو إلى الإنصاف في تقييم تجربة وسائل التواصل، فعندما يطرح موضوع المواقع الاجتماعيَّة ترد في الذهن مباشرة «المخاطر»، بينما النظرة المتوازنة تتطلب النظر إلى الإيجابيات والسلبيات معًا، ليكون الحكم معتدلًا.
وعن أضرار مواقع التواصل تضيف الاستشاريَّة النفسيَّة والأسريَّة، رولا عاشور، قائلة: هذه الوسائل والتطبيقات تحمل نذر الخلافات لمن يسمح لها بالاستحواذ على حياته من جهة كونها تشغل الشخص عن شريك حياته، ولاسيما حينما يدمن عليها ويقضي فيها وقتاً طويلاً ينافس الوقت الذي ينبغي أن يقضيه الزوجان مع بعضهما.
ولتفادي بعض أضرار مواقع التواصل الاجتماعي على الحياة الزوجيَّة تنصحنا اختصاصيَّة علم النفس، سهير أيوب وتقول: الخصوصيَّة والثقة مطلوبة في العلاقة الزوجيَّة السويَّة مع وجود حسِّ المسؤوليَّة، ومراعاة كل من الزوجين للآخر وتفهمه لاحتياجات الشريك، والأهم وجود الرقابة الذاتيَّة ومناقشة المشاعر السلبيَّة والمشكلات الزوجيَّة بطريقة واعية تزيد من التفاهم بين الطرفين، ويساهم في الحدِّ من الخلافات الناتجة عن مواقع التواصل الاجتماعي.
مواقع التواصل باعدت بين الأزواج
ويرى محمد الغامدي أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي تؤدي إلى تفكك العلاقة الزوجيَّة، وتزرع الشكَّ في نفوس الأزواج، وتؤدي إلى حدوث فجوة بينهم بحيث يكون لكل واحد حياته الخاصة به، وهي بذلك تقتل المعنى المقدَّس للزواج المبني على المشاركة والتكامل بين الطرفيين.
تابعوا في العدد المقبل من مجلة "سيدتي" 1881 تفاصيل الندوة وتوصيات الخبراء عن كيفية تفادي أضرار مواقع التواصل الاجتماعي على الحياة الزوجيَّة.