فجر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر مفاجأة، حيث أصدر تقريراً عن عدد العوانس في مصر. وأكد خلاله أنه يوجد بمصر 9 ملايين فتاة تتراوح أعمارهن بين 18 سنة و35 سنة، يبحثن عن ابن الحلال.
ونفى تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ما يشاع عن ارتفاع نسبة العنوسة عند الفتيات بالمقارنة بالشباب إذ كشف التعداد الأخير أن نسبة العنوسة في الإناث وصلت إلى 48.51% في حين أن النسبة زادت عند الذكور لتصل إلى 51.12% فضلاً عن أن العنوسة تطول الجنسين.
2.5 مليون مطلقة
وما يزيد الكارثة أن عدد المطلقات في مصر وصل إلى 2.5 مليون مطلقة، وتزداد النسبة فيها يوماً بعد الآخر فإن النسبة الأكبر من هؤلاء تخص المتزوجات حديثاً ممن تتراوح أعمارهن بين العشرين والثلاثين، وهو ما يدعونا للتوقف لدراسة تلك الظاهرة.
* هل تفضلين أن تنضمي لحزب العانسات أم حزب المطلقات؟
العانس أفضل
نهى السيد، 23 سنة، مهندسة ديكور، تجيب عن هذا السؤال بكل ثقة: «أفضل أن أظل بلا زواج؛ حتى لا أتزوج وأنجب أطفالاً في عائلة مفككة خالية من أي علاقة ودودة على الإطلاق، ويكون مآلها الفشل، ولا أرى أن الجدوى من الزواج هو اللقب، ولكن الحياة والمودة والرحمة ومشوار عمر بغض النظر عن الألقاب».
أما منال السيد، 30 سنة، مدرسة، فتقول: «أنا أبحث عن الرجل الذي أكمل معه حياتي لا عن اللقب الذي سيعطى لي، واقترح أن يمنحوني لقب عانس أفضل بكثير من أن أكون مطلقة، ولا أعرف ما مدى المشاكل الذي سيسببها لي الطلاق».
اللقب لا يهم
وترى ليلى عمران، 34 سنة طبيبة، أن كل شيء قسمة ونصيب وتضيف: «لو أراد لي الله أن أظل بلا زواج فسأبقى ولو أراد لي أن أتزوج فسأتزوج، لكن لماذا يلقبني المجتمع بلقب عانس أو مطلقة؟! خاصة وأن لقبي في المجتمع طبيبة، فسواء كنت عانساً أو مطلقة فأنا طبيبة أولاً وأخيراً، وأرفض أي ألقاب أخرى متعلقة بالنصيب».
وتقول بسمة حازم 22 سنة: «أنا لا يمكن أن أتزوج لمجرد الزواج، وأنا على يقين أنه سيتم الطلاق فيما بعد لمجرد لقب، ولكن أحياناً يتم الزواج والظروف المحيطة توجهك إلى الطلاق دون قصد أو سابق نية لذلك».
وتحمل نهال سمير،29 سنة، المجتمع مسؤولية وضع الأنثى أمام خيارين أحلاهما مُر، وتتابع: «أنا إذا تقدم لخطبتي شخص غير مناسب من وجهة نظري، وغير متوافقين تقول لي أمي تزوجي (فأنت الكسبانة)، طفل يكمل معك حياتك بدل أن تعيشي وحيدة وحتى لو تم الطلاق فأنت الكسبانة» .
خطأ مجتمعي
وحول الموضوع تحدث د.عبدالوهاب كامل الأستاذ في علم النفس قائلاً: «خطأ مجتمعي وضع الألقاب، وحصر وصف المرأة بأنها عانس، أو زوجة، أو مطلقة بغض النظر عن مهنتها سواء كانت طبيبة، أو مهندسة، أو مدرسة فهذا يجب أن نغيره، فهناك من يرى أن المكوث في بيت الأهل دون الزواج أفضل.
ومن تتزوج وترى أن العشرة استحالت فيكون الأفضل بالنسبة لها الانفصال فلا ينحصر دور المرأة بحالتها الاجتماعية، فلا نعلم ما الأفضل بالنسبة لظروفها الشخصية، وكما ننظر نقول هذا ضابط، وهذا دكتور دون النظر إذا كان أعزب أو مطلقاً فهي الأخرى تلقب بمهنتها ومكانتها لا بحالتها الاجتماعية فنجعلها ملهوفة على اللقب، بغض النظر عن المشاكل التي تترتب على هذا اللقب؛ لتمحو لقباً آخر في دائرة لا تنتهي» .