بمجرد أن يلفظ اسم «سكرتيرة» حتى يتخيل الجميع تلك الفتاة الطويلة الجميلة التي يقع رب العمل في شباكها؛ فيترك عائلته وزوجته ويهتم بها، أو على الأقل ستجمعه بها علاقات حميمة داخل المكتب.
هذا ما صورته لنا السينما العربية وجعلته يتمثل في أذهاننا عن العلاقة التي تربط بين السكرتيرة ورب العمل، وحتى إذا كان الواقع قد يكون عكس هذه التصورات تماماً، إلا أنه لا يمكن أن تتخيل ما سيقع، فما بال زوجة تعلم أن زوجها تأخر لبضع ساعات في المكتب رفقة السكرتيرة؟
يناديني باسمها في البيت
في بعض الأحيان تقول فاطمة الزهراء، «ربة بيت» يناديني باسمها، الأمر كان يقلقني في البداية، بل إنه كان يزعجني عندما يحدث هذا في حضور شخص غيرنا، الأمر الذي جعلني أناقش معه الموضوع بكل صراحة، وأعبر له عن انزعاجي من المسألة، لكنه أقنعني بالحجة.
حيث قال لي: «كم من مرة تخطئين بين أسماء أبنائنا، هذا لا يعني أنكِ تفضلين أحداً على الآخر، بل إنه ذكر سهواً اسم الأول عوض الثاني، وهذا يرجع إلى اللاوعي وإذا كنت أناديك باسمها لأنني في تلك اللحظة أكون أفكر في شيء يتعلق بالعمل، «وتتابع الزوجة كلامها: أقنعني في البداية، وحاولت أن أخرج هذه الأفكار كلياً من رأسي.
أصبحت تعرفه أكثر مني
كنت أظن أنها مجرد غيرة وشكوك لا معنى لها، تحكي لنا فاطمة الزهراء تتمة ما تعاني منه من علاقة زوجها والسكرتيرة، حيث تصف وضعها بالخطير هذه المرة وتقول: مساعدة زوجي تعرفه أكثر مني، أصبحت تعرف اللون المفضل عنده، والأطعمة المفضلة لديه، وأكثر فيلم يحب مشاهدته، بل الأكثر من ذلك أصبحت تعرف بعض أصدقائه الذين لا أعرفهم أنا، وأصبحت تجمعهم ذكريات طريفة كلما جلسا معاً، أصبحا يضحكان على بعض الأحداث التي تقع في العمل حتى بتّ كالغريبة بينهما.
المصارحة للمرة الثانية
قررت هذه المرة أن أصارحه بما يجول في خاطري، وأن يعي بالحالة النفسية التي أعيشها جراء علاقته المقربة من السكرتيرة، وعليه أن يجد لي حلاً للهواجس التي أصبحت تراودني، غير أنني هذه المرة عجزت عن التفوه بأي شيء؛ حفاظاً على زواجي، فبعض الشكوك قد نعطيها في بعض الأحيان أكبر من حجمها، ونحولها نحن إلى حقائق.
الأصدقاء يعرفوننا أكثر من الأزواج
الطبيب النفساني خالد أقزة، يؤكد على أن أساس العلاقة الزوجية هي الصراحة والثقة، وهذه السيدة تفتقد في علاقتها مع زوجها للاثنين؛ ففي الكثير من الأحيان يعرف أصدقاؤنا عنا أشياء أكثر من أزواجنا بحكم الوقت الذي يقضونه معنا، عليها أن تطرد الأفكار السلبية من مخيلتها؛ لأنها قد تكون سبباً لها في عقد داخلية، وقد توسع الفجوة بينها وبين زوجها.