تشير الإحصائيات العالمية إلى أن أكثر من 350 مليون شخص يعانون من الاكتئاب، وهناك نسبة تكاد تكون ثابتة من مختلف المجاميع البشرية مفادها أن 5% إلى 10% من الإناث و3% من الذكور مصابون بما يسمى نوبة الاكتئاب الكبرى.
وأوضح المدير العام لمجلس الصحة لدول مجلس التعاون سليمان الدخيل، أن هذه النسبة عالية جداً الأمر الذي يجعلها من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً، فضلاً عن أن 20% من الإناث و12% من الذكور يصابون بنوبة من الكآبة في حياتهم على أقل تقدير.
وأضاف الدخيل «أنّه وبحسب توصيف منظمة الصحة العالمية، فإن الاكتئاب مرض يُميزه الشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي يتمتع بها الإنسان عادة، وهو يقترن بالعجز عن أداء الأنشطة اليومية لمدة أسبوعين على الأقل».
ومن بين الأعراض التي تظهر على مرضى الاكتئاب بيّن الدخيل أن «فقدان الطاقة وتغير الشهية والنوم لفترات أطول أو أقصر إضافة إلى القلق، وانخفاض معدل التركيز، والتردد، والاضطراب، والشعور بعدم احترام الذات، أو الشعور بالذنب أو باليأس، والتفكير في إيذاء النفس أو الانتحار»، مشيراً إلى أن الاكتئاب يمكن أن يصيب أي شخص بغض النظر عن عمره أو جنسه أو حتى مركزه الاجتماعي.
وتحتفي دول العالم يوم الجمعة 7 أبريل بيوم الصحة العالمي تحت شعار «دعونا نتحدث عن الاكتئاب»، وبيّن الدخيل أن منظمة الصحة العالمية تولي اهتماماً خاصاً للفئات الثلاثة التالية المتأثرة بالمرض على نحو غير متناسب وهم: الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، والنساء اللاتي هنّ في سن الانجاب وخاصة (عقب الولادة)، والمسنون (الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً).
ونوه بأنّ مجلس الصحة لدول مجلس التعاون، قد وضع برنامج الصحة النفسية ضمن الأولويات، ومن خلال خطة خليجية معتمدة لتطوير الصحة النفسية (2015/2020)، تعتمد رؤيتها على إعلاء قيمة الصحة النفسية في المجتمع الخليجي وتعزيزها وحمايتها والوقاية من الإصابة بالاضطرابات النفسية وضمان تجويد ومأمونية الرعاية النفسية لكافة فئات المجتمع، في إطار يحفظ كرامة الفرد ويحافظ على حقوقه الإنسانية.
وأكد أن الخطة الخليجية متواكبة مع توجهات منظمات الصحة العالمية والمستجدات العلمية الدولية، حيث يركز الهدف الثالث من هذه الخطة على تنفيذ إستراتيجيات لتعزيز الصحة النفسية والوقاية من الاضطرابات النفسية، بينما يقوم الهدف الثاني على توفير خدمات الصحة النفسية والرعاية الاجتماعية الشاملة والمتكاملة والمستجيبة للاحتياجات في المرافق الصحية المجتمعية، بما فيها مرض الاكتئاب الذي يحتل الأولوية ضمن الاضطرابات النفسية.