عاب نقاد وفنانون ومهنيون في قطاع الإنتاج التلفزيوني على الدراما التلفزيونية الوطنية عموماً٬ والمنتوج الرمضاني على وجه الخصوص مؤاخذين عليها تمييع الذوق العام وحضور الهاجس التجاري الذي يطغى على الإبداع في أكثر من عمل. وهي الملاحظات التي ناقشها عدد من الإعلاميين والكتّاب والمنتجين في ندوة نظمتها مجلة "سيدتي " بشراكة مع الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية حول "انتظارات المغاربة من الدراما الرمضانية" بالمكتبة الوطنية بالرباط.
واعتبرت سميرة مغداد مسؤولة تحرير "سيدتي" بالمغرب أن الندوة نظمتها "سيدتي" بإيعاز من رئيس التحرير الأستاذ محمد فهد الحارثي، لراهنيتها وللنقاش الخاص الذي تخلقه دراما رمضان في المغرب مع بداية اقتراب الشهر الفضيل ، وأنها تأتي استجابة للعدد من المبادرات التي تقوم بها المجلة عبر مكاتبها في العالم العربي لمواكبة القضايا الراهنة والمساهمة في البحث عن الحلول والتأثير على أصحاب القرار.
وأرجع عدد من المتدخلين من جميع الفاعلين أن أزمة الدراما التلفزيونية وخاصة الرمضانية ترجع إلى اعتماد فكرة الربح أكثر من الجودة، الأمر الذي يضطر بعض الممثلين إلى التنازل أكثر ليشتغل أكثر وبالتالي النتيجة تكون معيبة،الى جانب عوامل أخرى ناقشتها محاور الندوة الخمس وتتعلق بأزمة الإنتاج وطلبات العروض والتمثلات الحقيقية التي يريدها المشاهد المغربي لتحقيق متعة الفرجة.
وكحلول بديلة قال مسعود بوحسين٬ رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح إن هناك أربعة حلول لتجاوز الخيبات التي يعيشها المتفرج المغربي وهي كالتالي: أولاً: فصل الإنتاج عن الشركة، ثانياً : ما معنى المنتج المنفذ(المنتج المنفذ هو الذي يتكلف بإنجاز العمل من الناحية اللوجيستيكية وتكليف إنجازه) ثالثاً: تطوير منظومة حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ورابعاً: تنفيذ القانون الجديد الخاص بقانون الفنان والمهن الفنية.
وخلص "بوحسين" إلى أن الممثل يعد الحلقة الأضعف في حلقات الإنتاج الدرامي في ظل غياب الإطار القانوني الكافي الذي يوفر له الحماية إزاء شركات الإنتاج٬ مما يفرض استكمال التشريعات القانونية في إطار قانون الفنان.
ولم يخف مجموعة من المتدخلين إلى تعسف البرمجة التي تسيئ إلى الإنتاج المغربي مع الإشارة إلى الاهتمام أكثر بالموروث الشعبي، وهو الأمر الذي اقترحته "نجيمة طايطاي"الوزيرة السابقة وخبيرة التراث اللامادي ، وعلى الرغم من شدة الخلاف حول الجودة ومعقولية الكم، إلا أن "نجيمة" اعترفت بأن الدراما التلفزيونية الوطنية قطعت أشواطاً كبرى بفضل مجموعة من الممثلين الأكفاء، الذين اشتغلوا بإمكانيات قليلة لكنهم أبدعوا مرات عدة ، "يكفي فقط تضيف "نجيمة" أن نثق فيهم لعطاء أكبر".
وتم في نهاية الندوة تقديم أزيد من 30 توصية للنهوض بالدراما المغربية بصفة عامة أهمها تشجيع المبدعين ومراكمة رصيد قوي من الإنتاجات لخلق التنافسية التي تفرض الجودة ،والاعتناء بالممثل الاحترافي والالتزام بقوانين تحفظ تعامل الفنان المحترف وتضمن حقوقه وكرامته، مع الاشتغال على مواضيع حيوية تتطرق لعوالم من التراث والحياة الحقيقية للمغاربة بالاعتماد على كتابات المبدعين في الأدب والتاريخ وتطوير نقد بناء والابتعاد عن تعميم وصف كل ما ينتج بالرداءة. مع الانتباه إلى كثرة الإعلان الذي يفسد متعة الفرجة .وقالت الإعلامية صباح بنداوود التي مثلت التلفزيون المغربي ، إن شركات الإنتاج مسؤولة الى حد كبير عن أزمة الجودة ،وأكدت أن ليس كل ما ينتج سيبث فعلاً وأعطت مثالاً بمسلسلين رفضت الكشف عنهما أنتجا لشهر رمضان 2017 ،لكن التلفزيون رفض بثهما لغياب معايير الجودة.وسنعود بتفصيل لأجواء الندوة على صفحات "سيدتي" وعبر "فيديوهات" على موقع "سيدتي نت".