احتلت بلدته وهو بعمر الحلم والاندفاع والطموح؛ فلم يقرر أن يهجرها ويذهب إلى بلادٍ بعيدة؛ بل كان قراره أن يكون جزءاً من عملية التحول الذي شهدته فلسطين آنذاك، وبكل واقعية وقرار للمواجهة، ظلَّ في الناصرة، وعلت كلمته على الرغم من سياسات التهجير والتنكيل، إنّه توفيق أمين زيّاد، الذي ولد في 7 أيار/ مايو 1929م، كان شاعراً وكاتباً وسياسياً فلسطينياً، شغل منصب رئاسة بلدية الناصرة حتى وفاته.
توفي والده منذ الصغر؛ فاضطر للاعتماد على نفسه في كل شيء، وحرص على إكمال تعليمه، بدون توقف، وكان أحد القلائل الذين أنهوا الدراسة الموجودة بالناصرة بكامل مراحلها، وسافر إلى الشام وتعلم مهنة التمريض لمدة ثلاث سنوات، كان حلمه أن يصبح طبيباً، لكن الظروف السياسيّة والاقتصادية عرقلت برنامجه.
بعد نكبة الشعب الفلسطيني، كان توفيق زيّاد الشاب وبقيّة أفراد العائلة من أولئك الناس الذين تشبثوا بأرض الوطن، ورفضوا أي تفكير في الهرب والرحيل، وكان من الطبيعي لشاب وطني صادق وواعٍ وواضح الرؤية مثل توفيق زيّاد، أن ينخرط في الكفاح ويدفع ثمناً باهظًا، أحيانًا بلقمة الخبز، وأحياناً أخرى بحجز حريّته، ودائمًا على حساب صحته وراحته.
الذهاب لموسكو
كان توفيق، إلى جانب نشاطه الواسع، محبًا للعلم وللدراسة؛ ففي آب/أغسطس 1962 استقال من عضويّة البلديّة وسافر إلى الاتحاد السوفييتي؛ حيث درس في المدرسة الحزبيّة، الفلسفة والاقتصاد الاجتماعي.
العودة وزواجه
تزوج توفيق زيّاد من رفيقة دربه، نائلة يوسف صبّاغ، عام 1966، وهي من عائلة عريقة، وكان زواجهما حدثاً صارخاً في حياة المدينة؛ فهو من عائلة مسلمة، وهي من عائلة مسيحيّة، وقد تمّ الزواج برضا عائلتيهما، وأقيم لهما عرس رسمي، وقد ارتبطا في زواج مدني، وحافظ كل منهما على دينه بدون أي ضغط أو محاولة تأثير من الواحد على الآخر لتغيير دينه، وكان ذلك زواجاً متوافقاً وناجحًا، تفاهم فيه الطرفان حتّى آخر لحظة في حياة أبي الأمين.
نتاجه الأدبي
نذكر بعضاً منه: «أشدّ على أياديكم 1966م، ادفنوا موتاكم وانهضوا 1969م، أغنيات الثورة والغضب 1969م، تهليلة الموت والشهادة 1972م، سجناء الحرية وقصائد أخرى ممنوعة 1973م» إضافة إلى ترجماته من الأدب الروسي وأعمال الشاعر التركي ناظم حكمت.
مقتطفات من شعره
من قصيدة أشد على أياديكم:
أناديكم
أشد على أياديكم..
أبوس الأرض تحت نعالكم
وأقول: أفديكم
وأهديكم ضياً عيني
ودفء القلب أعطيكم
فمأساتي التي أحيا
نصيبي من مآسيكم.
ومن قصيدة «هنا باقون»:
كأننا عشرون مستحيل
في اللد، والرملة، والجليل
هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج، كالصبار
وفي عيونكم
زوبعة من نار
هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار
نجوع.. نعرى.. نتحدى
ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال.. جيلاً ثائرًا.. وراء جيل
وفاته:
توفي في 5 يوليو 1994 بحادث طرق مروع وهو في طريقه لاستقبال ياسر عرفات عائداً إلى أريحا بعد اتفاقيات أوسلو.
توفي والده منذ الصغر؛ فاضطر للاعتماد على نفسه في كل شيء، وحرص على إكمال تعليمه، بدون توقف، وكان أحد القلائل الذين أنهوا الدراسة الموجودة بالناصرة بكامل مراحلها، وسافر إلى الشام وتعلم مهنة التمريض لمدة ثلاث سنوات، كان حلمه أن يصبح طبيباً، لكن الظروف السياسيّة والاقتصادية عرقلت برنامجه.
بعد نكبة الشعب الفلسطيني، كان توفيق زيّاد الشاب وبقيّة أفراد العائلة من أولئك الناس الذين تشبثوا بأرض الوطن، ورفضوا أي تفكير في الهرب والرحيل، وكان من الطبيعي لشاب وطني صادق وواعٍ وواضح الرؤية مثل توفيق زيّاد، أن ينخرط في الكفاح ويدفع ثمناً باهظًا، أحيانًا بلقمة الخبز، وأحياناً أخرى بحجز حريّته، ودائمًا على حساب صحته وراحته.
الذهاب لموسكو
كان توفيق، إلى جانب نشاطه الواسع، محبًا للعلم وللدراسة؛ ففي آب/أغسطس 1962 استقال من عضويّة البلديّة وسافر إلى الاتحاد السوفييتي؛ حيث درس في المدرسة الحزبيّة، الفلسفة والاقتصاد الاجتماعي.
العودة وزواجه
تزوج توفيق زيّاد من رفيقة دربه، نائلة يوسف صبّاغ، عام 1966، وهي من عائلة عريقة، وكان زواجهما حدثاً صارخاً في حياة المدينة؛ فهو من عائلة مسلمة، وهي من عائلة مسيحيّة، وقد تمّ الزواج برضا عائلتيهما، وأقيم لهما عرس رسمي، وقد ارتبطا في زواج مدني، وحافظ كل منهما على دينه بدون أي ضغط أو محاولة تأثير من الواحد على الآخر لتغيير دينه، وكان ذلك زواجاً متوافقاً وناجحًا، تفاهم فيه الطرفان حتّى آخر لحظة في حياة أبي الأمين.
نتاجه الأدبي
نذكر بعضاً منه: «أشدّ على أياديكم 1966م، ادفنوا موتاكم وانهضوا 1969م، أغنيات الثورة والغضب 1969م، تهليلة الموت والشهادة 1972م، سجناء الحرية وقصائد أخرى ممنوعة 1973م» إضافة إلى ترجماته من الأدب الروسي وأعمال الشاعر التركي ناظم حكمت.
مقتطفات من شعره
من قصيدة أشد على أياديكم:
أناديكم
أشد على أياديكم..
أبوس الأرض تحت نعالكم
وأقول: أفديكم
وأهديكم ضياً عيني
ودفء القلب أعطيكم
فمأساتي التي أحيا
نصيبي من مآسيكم.
ومن قصيدة «هنا باقون»:
كأننا عشرون مستحيل
في اللد، والرملة، والجليل
هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج، كالصبار
وفي عيونكم
زوبعة من نار
هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار
نجوع.. نعرى.. نتحدى
ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال.. جيلاً ثائرًا.. وراء جيل
وفاته:
توفي في 5 يوليو 1994 بحادث طرق مروع وهو في طريقه لاستقبال ياسر عرفات عائداً إلى أريحا بعد اتفاقيات أوسلو.