من القصص الفكاهية المستوفاة لشروط مسابقة «سيدتي» للقصة الفكاهية القصيرة، نقدم لكم قصة: «طبيب رغم أنفه» لنجاة علوي. مع العلم أن القصص لم تخضع لأي تصحيح، عدا التصحيحات اللغوية والإملائية، على أن تقوم لجنة الجائزة باختيار الأصلح بينها.
طبيب رغم أنفه
يحكى أن رجلاً اعتاد ضرب زوجته صباح مساء، ولم تكن هذه الأخيرة تملك سبيلاً لمنعه. في يوم من الأيام بينما كان الزوج في الحقل، طرق باب منزله رجلان تبين أنهما من حاشية السلطان يبحثان عن طبيب لعلاج الأميرة التي احتار الجميع في مرضها. في تلك الأثناء خطر ببال الزوجة فكرة غاية في الدهاء. وادعت أن زوجها طبيب بارع، ولكن لا يمارس مهنته الخفية إلا بضربه. رغم استغرابهما، اقتاد الرجلان الزوج إلى القصر حتى لا يعودا خاويي اليدين. ووسط حيرة الزوج عن سبب تواجده أمام سلطان البلاد، طالبه هذا الأخير بالشروع في علاج ابنته المستلقية على سريرها، عندها صرخ الطبيب المزعوم قائلاً:
«سيدي أنا لست طبيبًا أقسم لك بذلك» وظل يردد هذه العبارة مستعطفًا إياه. لكن السلطان الذي كان خادماه قد أخبراه سلفًا بضرورة ضربه لم ينصت إليه. بل أمر بجلده. كان صراخه يدوي في الغرفة فكان يقفز ويبكي ويضحك من شدة الألم. وأمام هذا المشهد ضحكت الأميرة وخرجت عن صمتها. فمرضها لم يكن سوى شوكة سمكة علقت بحلقها. فرح السلطان وثمن عمل الطبيب المزعوم رغم استغرابه ودعاه إلى الإقامة في القصر. لكن الزوج وبعد جهد جهيد أقنع السلطان بضرورة المغادرة. وعاد إلى بيته وروى لزوجته ما حدث مخبرًا إياها أنه لم يكن يعلم أن الضرب مؤلم لهذه الدرجة. ووعدها أنه لن يفعل ذلك مجددًا معها. فرحت الزوجة وصارحته أنها هي من فعل به ذلك، فهم بضربها ولكنها صرخت فيه «ألم تتعلم الدرس». عندها انفجر ضاحكًا ودعاها لفتح صفحة جديدة وعفا الله عما سلف.