خلال تدشينه المهرجان العاشر للفرق المسرحيَّة المدرسيَّة بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، صرح نائب وزير التربية والتعليم، حمد آل الشيخ، بضرورة وجود الموسيقى واستخدامها في العروض المسرحيَّة داخل المدارس والجهات التعلميميَّة لتفعيل وتعزيز الأنشطة المسرحيَّة لدى الطلاب، باعتبارها ـ على حدِّ وصفه ـ تعزز الثقافة الوطنيَّة وهذا ما نطمح إليه في كل المدارس.
وأضاف: وفي حال تعذر ذلك في بعض المدارس لمحدوديَّة إمكاناتها، يمكن أن تتعاون مع مدارس أخرى لإنجاز نشاط هادف ذي قيمة، مشيراً إلى إمكانيَّة تقديم وابتكار عروض وأناشيد وطنيَّة تصقل الثقافة لدى الطلاب وتزيد من خبرتهم ووعيهم الإجتماعي.
وعن الدور الذي تلعبه الوزارة لتطوير المسرح المدرسي، كشف آل الشيخ عن وجود خطة سنويَّة للمناشط الثقافيَّة على مستوى الوزارة بحسب إمكانات ومواهب إدارات التربية والتعليم التي تتباين في ما بينها، فهناك من يبدع في الأوبريت، وهناك من يبدع في التمثيل وغيرها من الأنشطة المسرحيَّة.
كما أنَّ الأمر مفتوح والدعم موجود، وهناك مشرفون على هذه المناشط لتشجيع الطلاب، معرباً عن أمله بأن تكون المناشط المقبلة أفضل، ليتخرج من الطلاب من يبرز ويكون لامعاً في أدائه وتقديمه ليعزز مسيرة الثقافة والتوعية.
المغردون.. بين مؤيد ومعارض
لكن هذا التصريح لنائب وزير التربية والتعليم قوبل بين مؤيد ومعارض من قبل بعض المغردين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، فالمعارضون شنوا حرباً كلاميَّة وهجوماً عنيفاً على آل الشيخ، أما المؤيدون فيرون فيه خطوة إيجابيَّة مرحبين بهذا التطور الذي تشهده البلاد ما سينعكس أيجاباً لتفتيح مدارك الطالب.
التربويون
"سيدتي نت" وقفت على أصداء هذا التصريح مع عدد من التربويات لمعرفة رأيهن وردة فعلهن فقالت أستاذة اللغة الإنجليزيَّة (إكرام.ش)، معلمة في المرحلة الثانويَّة، لم تبد أي أهميَّة للخبر، لأنَّه برأيها من المفترض أن يتم اتخاذ الموسيقى للتعبير عن ايصال الفكرة بشكل أسرع، عوضاً عن أنَّها وسيلة مساعدة لتوسيع مدارك وممارسات الطلاب.
وأضافت: الملتيميديا أصبحت من الوسائل التعليميَّة المهمَّة لتشغيل ذكاء واستيعاب الطالب، ففي زمننا هذا الطفل ينجذب بشكل كبير لتلك الأفلام التي تخاطب سمعه، فما بالك بالطلاب الذين ينجذبون للتعبير الذي يخاطب عقلهم من دون إبداء المحاولة الشخصيَّة، فلا بد من اجتماع المواد السمعيَّة والبصريَّة معاَ لتأثيرها الكبير على الطالب.
تقبل يحكمه الزمن
أما بالنسبة لمعلمة التاريخ، لطيفة محمد، التي اعتبرت أنَّ تقبل مثل هذه القرارات الغريبة من نوعها في المدارس السعوديَّة، هي مسألة وقت فقط، فقالت: مجتمعنا المغلق لم يفتح مثل هذه الأبواب على جيل المعلمات المربيات، فمن الصعب تقبل مثل هذه القرارات بشكل مفعّل وسريع.
فالتربية الأسرية لها دور أيضاً في ذلك، وبعض المعلمات والطالبات ترعرعن في بيئة حازمة وشديدة ممتثلة لقرارات الدين الإسلامي بصرامة من دون محاولة للتعديل فيها أو التغيير من أجل النفس والهوى.
مفسدات غربيَّة
لكن معظم معلمات الدين بصفة خاصة، فقد رفضن مثل هذا القرار، وزعمت إحداهن أن هذا مفسدات قادمة من العالم الغربي، وهم بذلك يريدون تغيير معتقدات أطفالنا والتلاعب بعقولهم، وهي بالأصل ليس لها أي فائدة في التلقين التعليمي.