لم يخطر ببال مطربة البوب الأمريكية "أريانا غراندي" (23 عاماً) ولا في بال جمهورها في مدينة "مانشستر" أن تكون نهاية الحفل بهذه الطريقة المأساوية، فقد كان الجمهور فرحاً بنجمته، يصفق ويرقص ويحمل البالونات الملونة حين اهتزت فجأة قاعة "مانشستر أرينا" ثم دوى انفجار قوي اختلط صوته بصوت الجمهور الذي بدأ بالصراخ والاستغاثة، متلمساً طريقة للهروب.
شهود عيان يسترجعون المشهد
مع أن الرجل الانتحاري الذي نفذ الهجوم قد ابتعد بعبوته الناسفة عن قاعة "مانشستر أرينا" واختار أن يفجر نفسه في مكانٍ عام وفي ممرٍ يربط بين القاعة ومحطة القطارات إلا أن دوي الانفجار قد أوقع الجمهور في حالة هياج شديد، وقالت شاهدة عيان وهي ترتجف من هول الصدمة: "حين سمعت دوي الانفجار لم أصدق عيني ونظرت إلى صديقتي وأنا أتساءل: هل ما نعيشه حقيقة؟ لأنه يشبه ما نراه على شاشات التلفزيون ونظن بأنه لا يحدث معنا أبداً". فيما قالت طفلة كانت بصحبة والدها: "لقد سد دوي الإنفجار أذني وبقيت أراقب المشهد المرعب دون أن أتمكن من سماع الصوت ..إنه أمر رهيب".
دخان وحرائق
أشارت سيدة جريحة تدعى "إيلينا سيمينو" كانت تقف بانتظار ابنتها خارج القاعة عندما حدث الانفجار: "لقد شعرت بحرارة قرب عنقي عندما درت ببصري وجدت حولي الجثث في كل مكان".
أما الممثلة "إيزابيل هودجينز" التي حضرت الحفل فقد استعادت بعضاً مما اختزته ذاكرتها ساعة اللانفجار: "كان الجميع في حالة هلع وبدؤوا بالتدافع بعد أن غص الممر بالناس وقد شممت رائحة شئ يحترق وكان الدخان الكثيف يُغلف المكان". فيما قالت طفلة أصيب والديها في الانفجار: "كان علي أن أتأكد من أن شقيقتي معي وقد مسكت يدها بقوة وكان الناس أمامنا مرعوبين يركضون ويصرخون".
ما الذي حدث في تلك الليلة؟
في تلك الليلة نفذت تذاكر الحفل الذي أحيته نجمة البوب الأمريكية "أريانا غراندي" في مدينة مانشستر ( شمال غربي إنجلترا) وبلغ عدد الحضور 21 ألف شخص.
أوقع التفجير الإرهابي الذي نفذه رجل يحمل عبوة ناسفة 22 قتيلاً بينهم أطفال و59 جريحاً.
لم تُصب المغنية "أريانا غراندي" بأي أذى وكتبت على حسابها على تويتر: "أشعر بأني محطمة " وأضافت: "أنا آسفة من كل قلبي فلا كلمات تعبر عمّا أشعر به".
من المرجح أن تكون الشرطة قد تعرفت إلى هوية الانتحاري ولكن الأولوية هي لمعرفة ما إذا كان المهاجم قد تصرف لوحده أو كان مرتبطاً بمجموعات أخرى.
استخدم الناس وسائل التواصل الإجتماعي لمتابعة أخبار المفقودين أو من كانوا في مكان الحادث كما هيأت الشرطة رقماً ساخناً للإجابة على الاستفسارات.
يعد هذا الهجوم الثاني في قائمة أسوأ الأعمال الإرهابية التي تضرب إنكلترا بعد هجوم السابع من يوليو والذي وقع في لندن وأودى بحياة 52 شخصاً.
أُعلن عن اسم أول ضحية من خلال مدرستها، واسمها "جورجينا كالاندر".
فتح الفندق القريب من مكان الحادث أبوابه لإيواء الناس المذعورين، وعرض أصحاب سيارات الأجرة خدماتهم المجانية، وتوقف كثير من أهالي المدينة عن استدعاء سيارت الإسعاف كي يوفروا لهم فرصة التفرغ لإسعاف المصابين في التفجير.
توشح محرك البحث "غوغل" بالشريط الأسود حزناً على ضحايا هذا الحادث.
وإليكم هذا الفيديو الذي يصور اللحظات الأولى لحدوث التفجير كما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية: