ربما يكون «مهرجان تشيلسي» اللندني للزهور الوحيد في العالم الذي تباع تذاكر الدخول إليه في السوق السوداء، وبأسعار تتجاوز ستة أضعاف السعر الحقيقي، والوحيد الذي يُنبه الزائر إلى الطابور الطويل الذي عليه أن يقف فيه بانتظار دوره وكأنه ذاهب لمشاهدة المبارة النهائية لكأس العالم، وعلى الرغم من أنه مهرجان عام للجميع إلا أنه يستقطب النخبة في الغالب، حيث تتحول أيامه الخمسة إلى ملتقى للعوائل المالكة والأثرياء والمشاهير، فالأمر لا يتوقف عند الزهور فقط والتي تعرض بآلاف الأصناف الشائعة والنادرة على السواء، ولا على الحدائق التي يشارك في تصميمها عشرات الفنانين من كل أنحاء العالم، بل يتعدى هذا المهرجان العالمي كل ذلك ليتحول إلى مكان للترويج والاستعراض والسياحة وعقد الصفقات الكبيرة أيضًا.
العائلة الملكية كانت هناك
يحظى هذا المهرجان برعاية العائلة الملكية البريطانية، وعلى رأسهم «الملكة إليزابيث الثانية» التي حضرت هذا العام برفقة ابنها «الأمير تشارلز» وزوجته «الدوقة كاميلا» وحفيدها «الأمير هاري» وزوجة حفيدها «الدوقة كيت ميدلتون»، وقد جرى استقبالهم والاحتفاء بهم من خلال السير في ممر بطول ثلاثة أمتار تحيطه الأشجار الملونة، مع حضور لحيوان الباندا الراقص المزين بأكاليل الزهور، وفريق لأطفال يرقصون ويغنون، وتشكيلات ورود خاصة بعيد ميلاد الملكة الواحد والتسعين، وتبدو مهمة مهرجان تشيلسي للزهور مثل مهمة أسابيع الموضة التي ترسم ملامح الأزياء للمواسم والفصول وتحدد خطوطها وألوانها، فقد أعلن هذا العام بأن الموضة ستكون للنباتات البرية والزهور الوطنية والأكواخ البدائية والحشائش، مع اعتماد أشكال الحيوانات واستلهام الخطوط من ثقافات العالم المختلفة، وأيضاً الاهتمام بايجاد طرق جديدة في توفير المياه وفي السقي المقنن، وذلك بمشاركة 150 عارضًا و28 حديقة، وأخيرًا ومثل كل المهرجانات لا بد في النهاية من جوائز ذهبية وفضية وبرونزية تقدم للفائزين في تصميم أجمل الحدائق، ولكن الاختلاف هنا هو أن الفوز أو الخسارة لا يتعلق بالجمال فقط، بل في الهدف من الحديقة ومن الفلسفة التي تقف وراءها ومن الابتكار والتجدد والإبداع والخيال.
يذكر أن المهرجان افتتح للمرة الأولى عام 1913، وبلغ عدد الزوار هذا العام 165 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم.
في مهرجان تشيلسي للزهور.. الورد جميل.. جميل الورد
- فعاليات
- سيدتي - سميرة التميمي
- 29 مايو 2017