السوشيال ميديا أو وسائل التواصل الاجتماعي، كلها مصطلحات جعلت العالم قرية صغيرة من حيث تأثيرها في عالم التواصل وتبادل الأفكار بين الأشخاص، وتسهيل نقل المعلومات والأخبار بين الآخرين، وباتت تشغل وقت واهتمام كثير من الشباب والشابات، ومع دخول الشهر الكريم نجد بأنَّ وسائل التواصل الاجتماعي أخذت مساراً مغايراً لدى مستخدميها واختلفت توجهاتهم فيها غير أنَّ عاداتهم فيها لم تتغيَّر ولم يستطع المستخدمون كبح جماح رغبتهم القويَّة بالتواجد فيها حتى في أشدِّ الأوقات وأكثرها انشغالاً بالعبادة الأمر الذي يشبة الإدمان.
فهل استخدام السوشيال ميديا في رمضان إيجابي أم سلبي؟ وماذا يمكن أن تضيف هذه البرامج على يوميات الشباب في الشهر الكريم؟
«سيدتي» استطلعت الآراء من خلال التحقيق التالي:
حسب القيمة المضافة
البداية كانت مع ريدان الضاوي (30 اماً) مستشار إعلام اجتماعي، فقال: بالنسبة إليَّ هناك أثر إيجابي للسوشيال ميديا، تكمن أهميته بحسب القيمة المضافة وتنوع مستوى المعلومة، وهنالك العديد من البرامج التي تعرض تغطيات للقاءاتها مع من تستضيفهم من النخبة فأحرص على متابعتهم، كما أحرص على متابعة أوقات الصلاة والإمساك والفطور.
استعراض للقدرات
أما يارا حجازي (18 عاماً) طالبة، فترى بأنَّ برامج التواصل في رمضان أصبحت عبارة عن استعراض للقدرات الماديَّة والمعارف، والقيمة الطبقيَّة من خلال عرض الموائد والخيام الرمضانيَّة، ناهيك عن التباهي بأداء العبادات والطاعات وكأنَّها مقتصرة على شهر رمضان فقط، وتقول: بالنسبة إليَّ أحاول قدر المستطاع البعد عن وسائل التواصل في رمضان، وأحرص على متابعة الشخصيات الملهمة والمؤثرة، التي تنشر رسالة هادفة.
أخصص لها وقتاً
ويقول عبد الله العقيل (28 عاماً) مسؤول إعلام جديد: أحاول في استخدامي لوسائل التواصل في رمضان أن أخصص لها وقتاً مناسباً ومحدداً، وذلك حتى أركز على صلة الرحم في هذا الشهر الفضيل، وحضور المناسبات الثقافيَّة، كما أنَّني أهتم بقراءة ما يفيدني من فوائد رمضانيَّة وأذكار ومعلومات، وأساهم في نشر معلومات قيمة عن الشهر الفضيل. لذلك فإنَّ أثر السوشيال ميديا بالنسبة لي إيجابي.
القدوة الحسنة
وفي السياق نفسه يؤكد محمد أحمد إدريس طبيب، أنَّ الأمر يعتمد على الشخصيات المتَابعة والمحتوى المعروض، فكثير من الشخصيات المؤثرة في السوشيال ميديا تعمد إلى طرح تجاربها فقط حتى تكون قدوة وأسوة حسنة لغيرها من المتابِعين، فهنا سيكون الأثر إيجابياً جداً، لكن إن كان المحتوى المعروض لسفاسف الأمور وصغائرها والأمور الدنيويَّة فمن المؤكد بأنَّ الأثر سيكون سلبياً ويتنافى مع روحانيَّة وأجر رمضان.
الرأي الاجتماعي
المستشارة الاجتماعيَّة بمركز واعي للاستشارات الأسريَّة، هدى الأحمدي، تؤكد بأنَّ كل تقنية لها إيجابيات وسلبيات، ورمضان له الخصوصيَّة الأكبر، لذا وجب علينا التقنين جداً في هذا الشهر، ولا ندع لأنفسنا هواها، ولا نطيل المكوث على الأجهزة المحمولة. وتضيف: لا بد من وضع خطة زمنيَّة لاستخدام تلك البرامج، ولا نقول تركها بالكلية لأنَّ ذلك أمر يصعب تطبيقه، لكن النظام جميل في كل شيء، ويجب أن نحاول جاهدين ألا نتابع شيئاً يغضب الله تعالى ويفسد روحانيَّة الشهر الكريم.
وبسؤالها عن كيفيَّة تسخير السوشيال ميديا وجعلها ذات أثر إيجابي في رمضان وغيره أجابت: كثير من القنوات في السوشيال ميديا تدعو إلى أمور جيدة، ومتابعتها تعلم كثيراً كالأامور الدينيَّة والصحيَّة، وبذلك نجمع بين الدين والعلم والحياة والصحة.