مقابلة العمل أو التوظيف هي المقابلات التي يكون الهدف منها ضم أعضاء جدد إلى فريق العمل، وهي تكون عادة المرحلة الثانية أو الثالثة من عملية التوظيف بعد التقديم للوظيفة وإرسال السيرة الذاتية الخاصة بالمتقدم.
وتعتبر من أهم المراحل التي يظهر من خلالها مدى جدية وملائمة الموظف أو الموظفة المتقدمة لنيل المرتبة الوظيفية الشاغرة، وإيجاد الأكثر مناسبة ليدخل فريق العمل، ويندمج مع الموظفين الموجودين؛ حيث يكون على الأغلب هناك أكثر من مرشح قادر على إنجاز المهمات المناطة بالوظيفة، التي يفترض أن تمنح للأكثر كفاءة.
حول تجارب بعض السعوديون في مقابلات العمل، يخبرنا الدكتور محمد الغامدي، رئيس قسم البحوث والدراسات بتعليم جدة: "نعلم أنّ المقابلات الشخصية لمن يرغب الالتحاق بوظيفة تعد نقلة مهمة في حياة هذا الموظف؛ لذا نجد أنها تحظى بالاهتمام والإعداد الذهني والنفسي كونها غالباً ما تكون بهذا الاتجاه، وفي المقابل نجد أنّ الشخص الموكل إليه إجراء المقابلة حريص على أن تكون المعايير مطبقة إلا إذا دخل فيها مرض العصر (الواسطة) فهنا تفقد قيمة تلك المقابلة، وتصبح كوبري للقفز على الغير وعلى الأنظمة.
ولعل من أغرب المفارقات التي واجهتنا أثناء إجراء مقابلات لمعلمين أنّ أحدهم كان موجهاً لتدريس مادة التاريخ، والآخر موجهاً لتدريس التربية الوطنية، وقد وجهت لكل شخص عشرة أسئلة عامة ليست صعبة، ولم يجب الاثنان عن أي سؤال منها، حتى أنّ بعض الأسئلة كان فيها قياس مدى الذكاء وحسن الإدارة، ما دفعني بعدم التوقيع على قبولهما، لكني للأسف فوجئت بقبولهما بعد ذلك من دون مقابلة".
أما المدرب والمشرف التربوي عبد الله العريشي فيقول: "كنت أعمل مقابلة لشخص يرغب العمل معلماً في مدرسة أهلية ضمن لجنة من المشرفين التربويين، وكانت الأسئلة كثيرة ومتنوعة، ومنها: التخصصي والثقافي والفكري والتربوي.
فعندما أكثرنا الأسئلة لهذا الشخص بقصد معرفة مستواه العلمي مع أنه متخرج منذ ثماني سنوات، ولم يتوظف منذ تخرجه وهو متزوج منذ الثانوية، وعنده أسرة وأطفال يعولهم فلم يتمالك نفسه أمامنا وأخذ يبكي بكاء أحزننا عليه، وعلى وضع كثير من الشباب الذين تخرجوا منذ سنوات ومازالوا من دون وظائف".
وعلى صعيد العمل في الشركات الخاصة يخبرنا المهندس أحمد البندري، وهو مسؤول أحد أقسام شركة هندسية منوط بها إجراءات المقابلات للموظفين الجدد: "أكثر ما يهمني عند إجراء أي مقابلة شخصية التأكد من جدية المتقدم وتوافر المعلومات العلمية لديه، وكثيراً ما يبهرني متقدمون عباقرة لديهم حماسة كبيرة تدفعني للموافقة عليهم باطمئنان"، أما عن أكثر ما أثار استغرابه خلال عمله هو أحد المتقدمين كان مكتوباً في سيرته الذاتية أنه حاصل على بكالوريوس وماجستير في مجال الهندسة، وفي المقابلة الشخصية وبعد سؤاله تبين لي أنه مازال طالباً، وأنه كتب ما كتب على اعتبار ما سيكون لأنه أراد أن يحجز وظيفة من الآن"..