مبادرة فردية بدأت عبر منشور على موقع الـ "فايسبوك" ولم يتوقع لها الانتشار الكبير والنجاح الباهر.
شيرين قباني (27 عاماً) صاحبة فكرة محل "تياب العيد" في بيروت، كبر حلمها كثيراً ولم يعد يتّسع له المكان الذي خصص له، فهذا المحل المخصّص للملابس والكتب والقرطاسية هو هدية لكل محتاج أو فقير أو لاجئ في هذا البلد، في حين سيتم توزيع دفعة كبيرة من الثياب على دور الأيتام في جميع المناطق اللبنانية، خصوصاً في المناطق البعيدة كالشمال والبقاع...
وحول هذه الفكرة المميزة والفريدة من نوعها، تقول شيرين لـ "سيدتي" "كل يوم منطّلّع بالخزانة ما بيعجبنا شي من تيابنا، منكبهم ومنشتري غيرهم، بوقت نحن فينا نساعد أطفال وشباب وكبار بالسن"، "بهذه الجملة التي نشرتها عبر صفحتي في الـ "فايسبوك" أعلنت عن انطلاق مشروعي الصغير لنقوم، كخطوة أولى، بتجميع الملابس وتوزيعها على المحتاجين. وهكذا، وجهت الدعوة إلى المواطنين والمتبرّعين ليتحمسوا ويفتحوا خزاناتهم لتجميع أكبر قدر من الملابس، ومن ثم التبرع بها في مختلف الأعياد والمناسبات، وما زلت مندهشة حتى هذه اللحظة من الأصداء الكبيرة والناجحة التي وجدتها ليس فقط على صعيد لبنان بل على صعيد العالم كله.
كنت أجمع التبرعات والملابس وأضعها في سيارتي وتساعدني شقيقتي التوأم وصديقتنا، ومن ثم بدأت بنقلها إلى المنزل، ولكن لم يعد هناك أي مكان يتّسع لها لأننا بدأنا بـ 1000 قطعة ووصلنا إلى 6000 قطعة، ما عدا الكتب والقرطاسية وقصص الأطفال".
وأضافت شيرين قائلة: " انهالت التّبرعات والحملات لجمع الثياب من جميع المناطق اللبنانية، وكذلك من بعض المشاهير ورجال السياسة في لبنان ومنهم رئيس الحكومة سعد الدين الحريري الذي قدّم ملابس من خزانته . إن الكميات الهائلة من التبرعات وتفاعل الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مع الحملة جعل الفكرة تتحول إلى محل "تياب العيد"، ليتمكّن المحتاجون من زيارة المحل وانتقاء الثياب بأنفسهم. وهنا، يجب أن أّذكر أمراً مهماً جداً وهو أن جمعية "وفا لتنمية القدرات" تلقفت هذه المبادرة الشخصية، وقدّمت لي كلفة إيجار محل "تياب العيد" لمدة 4 أشهر، في حين تكفّلت بأجرة نقل الثياب من المتبرعين من منازلهم وإرسالها إلى المصبغة لتجديدها من حيث الشكل والترتيب... ".
وحول تسمية المحل "تياب العيد"، تشير شيرين إلى أن هذه التسمية جاءت لقناعتنا بأنه يجب ألا ننتظر حلول العيد حتى نعطي ونقدّم، بل علينا أن نقدّم كل يوم، فالعيد هو بالنسبة لكل شخص منا هدية، واسم المحل ليس مرتبطاً بعيد معين، وأكبر دليل على ذلك أننا سنقدّم فستاناً للتخرج لإحدى الفتيات المحتاجات في الجامعة... كما أنني أٌقدم القصص للأطفال مجاناً لقراءتها وعندما يعودون لأخذ ما يحتاجونه من ملابس أشترط عليهم أن يخبروني عن القصة التي قرأوها.
الغاية من هذا المحل إنسانية وخيرية بحتة، لمساعدة المجتمع الذي يعاني مشكلات اجتماعية واقتصادية وأتمنى أن أترك بصمة أمل وتفاؤل على وجه كل محتاج كبيراً كان أم صغيراً".
وختمت دارين حديثها قائلة: "تردني عدة اتصالات ومساعدات من دول أجنبية وعربية مثل: استراليا، افريقيا ، ألمانيا، قطر ، السعودية والكويت... لإرسال التبرّعات ولكنني بحاجة ماسة إلى متطوعين لمساعدتي في فرز الأغراض وترتيبها وتوضيبها... لم أكن أتخيّل أن هذا المشروع سيصل إلى العالم بهذه السرعة، إلا أن دلالاته ساهمت في هذا الأمر".
إطلاق مبادرة "احمنا بالتزامك" لحزام الأمان ومقاعد السيارات للأطفال