في حدث شغل الشارع الكويتي وسط تظاهرة شبابية غير مسبوقة، كشفت عن التأثير الكبير لنجوم السوشيال ميديا في حياة الناس؛ حيث استطاع النجم الشهير في برناج سناب شات عبودكا، جمع أكثر من 10 آلاف شاب للتفاعل مع مسابقة الكنز التي أعلن عنها عبر حسابيه، سناب شات وإنستغرام.
وشهدت منطقة شاليهات بنيدر، إحدى المناطق الصحراوية، حشوداً كبيرة وزحفاً غير معتاد، في أكبر وأضخم تجمع شبابي؛ بحثاً عن جوائز مالية وهدايا عديدة أعلن عبودكا عن دفنها متفرقة في المنطقة، وحدد للمسابقة يوم إجازة في نهاية الأسبوع، وتعتمد فكرة عبودكا على الحفر، وهي نفس فكرة البحث عن الفقع في الصحراء؛ حيث قام بدفن جوائز قيمة في منطقة بنيدر، وهي عبارة عن مبلغ 5 آلاف دينار كاش، وقام بدفن ما قيمته 10 آلاف دينار موبايلات وآيبادات وغيرها من الجوائز القيمة، وبعد صلاة الظهر، أتت السيارات بكثافة إلى منطقة بنيدر للبحث والحفر عن الجوائز القيمة تحت الرمال وتحت الأرض في تلك الأجواء الرمضانية، والشباب المتواجدون في الحدث تعاملوا مع الأمر كنوع من الترفيه، وقضوا فيه وقتًا جميلاً في التنافس والرغبة بالعثور على الجوائز، دون حدوث أي مظاهر سلبية، ووسط درجة حرارة عالية تجاوزت الـ 50 في يوم صيام حار.
في المقابل، وبعد انتشار مقاطع فيديو عديدة للحدث في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد المشاركة الكبيرة وصل الأمر إلى الجهات الحكومية، والتي بدأت في التحرك من خلال هيئة البيئة التي توعدت بإصدار مخالفة «أضرار في البيئة البرية» بحق عبودكا، وأن ما قام به ساهم في تفكيك البيئة البرية.. فيما تردد أن وزارة الإعلام تحركت أيضًا ضد ما تعتبره مخالفة قانونية.
ولقي التعامل الحكومي والرسمي مع الحدث ومع النجم عبودكا، استياءً كبيرًا لدى غالبية مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ رأت الغالبية منهم أن ما قام به الأخير هو دور مميز ساهم عبره في جمع الشباب، وتحقيق جو ترفيهي أكد من خلاله دور مشاهير السوشيال ميديا وقدرتهم على احتواء الشباب بأعداد كبيرة منهم في وقت قياسي؛ مما يؤكد حاجة الشباب إلى من يهتم بهم.
في حين هاجم البعض «عبودكا» على تنظيمه مسابقة لا تقدم أي خدمة للمجتمع، لها أضرار صحية على الشباب، إلى جانب كونها ليست ذات فائدة، وشغلت البعض عن استغلال الساعات الرمضانية في أمور يرونها تافهة؛ متهمين البعض بإعطاء الفرصة للمشاهير في استغلالهم؛ محملينهم مسئولية شهرتهم، وإعطائهم أكبر من حجمهم، أما عبودكا فقد أبدى استغرابه مما حدث، واكتفى برد تهكمي قال فيه: أنا آسف جداً أني خربت البيئة.
وعبر عبودكا عن سعادته بنجاح التنظيم والأعداد الكبيرة التي حضرت، والتي تجاوزت الـ 10 آلاف شخص على حسب قوله؛ مؤكدًا أنه سيقوم بحملة زراعية في نفس المنطقة خلال الفترة المقبلة.