مع بوادر قدوم عيد الفطر المبارك، تتبادر على الفور في مخيلة الكثير من شباب وفتيات اليوم ليالي العيد الجميلة "أيام زمان" وذكرياتهم، التي كانت تتمتع بأجواء الاحتفال، ورائحة الملابس الجديدة، والسهر حتى النهار استعداداً لارتداء أجدد الثياب، والذهاب لصلاة العيد، والتمتع بأجواء البهجة، فهل مازالت تلك الأجواء متواجدة حتى الآن؟ وكيف يرى الشباب والفتيات العيد بين اليوم والأمس في وجدانهم؟ وما أكثر ما يتمنون عودته من أيام زمن الطفولة الجميل؟
فقدنا رائحة الكعك في ليلة العيد
يقول الطبيب محمد محمود: لم يعد عيد اليوم كالأمس، واختلفت أمور كثيرة، فقد أصبحت البهجة بعيدة عن الكثير من البيوت؛ بسبب غياب العادات والتقاليد المبهجة، التي كنا نقوم بها عادة، وأتذكر الآن معكم سعادتي بتنسيق ملابس العيد الجديدة ونومي بجانبها، كذلك أجواء البيت التي كانت تعم بالمرح، وأبسط الأمور ملء غرف المنزل بالبالونات والهدايا والألعاب، ورائحة كعك العيد، الذي تصنعه أمي، تلك العادات الجميلة لم تعد متواجدة الآن، فأطفال اليوم لديهم الملابس الجديدة يومياً، ولم نعد نشم رائحة الحلويات، التي تصنعها الأمهات في ليلة العيد، وأصبح الجاهز أسهل وأرخص للشراء، وليتها أيام تعود.
عيد اليوم مليء بالمجاملات
تقول نهلة كامل: يوجد فرق واضح بين الأمس واليوم، فالعيد قديماً له طعم جميل ومميز، أما عيد اليوم فهو مليء بالمجاملات، "أيام زمان" كان العيد يمثل لي الخروج للتنزة في الحدائق والألعاب، والذهاب إلى منزل جدي من بداية الصباح، أما الآن فقد تغيرت الموازين، وأصبح يوم العيد يقضى في المنزل؛ تجنباً لزحمة الأماكن العامة، بجانب تأخير الزيارات إلى المساء، وتحديد مواعيد لها، وقد لا تتم بسبب انشغال الأسر إما بالسفر أو زياراتهم الخاصة.
أفتقد رائحة "أجواء العيد" في الصباح
أما محمد أبو العينين فيجد أن الروابط الاجتماعية كانت أقوى في أيام الطفولة، وكانت بهجة العيد في تجمع العائلة، والمبيت في "ليلة العيد" للاستيقاظ فجراً لصلاة العيد، ثم تحضير الفطور الصباحي الجماعي، وقال: اليوم من النادر أن تجتمع عائلة بكامل أفرادها في مكان واحد لتحتفل بالعيد من بداية اليوم حتى نهايته، وأفتقد كثيراً أجواء المرح، التي كانت تعم الأجواء، فقد لا يصدقني البعض، ولكن كانت للعيد رائحة مبهجة تسري في عبير الصباح.
مازالت بهجة العيد متواجدة
بينما كان للفنانة التشكيلية نور عاشور رأي آخر، حيث قالت: مازلت أجد بهجة العيد، خاصة مع الأطفال، فهم سر العيد والحياة، واختلف العيد عن أمس في قلة بهجته، ولكنها لم تختفِ، لذا أصر كل عيد على إقامة كل ما تربيت عليه منذ صغري بتزيين المنزل بالكامل، وتحضير الحلوى، ومعايدة كل أحبابي، وتوزيع العيدية على الجميع، كما أصر على أخذ "عيديتي" مهما كبرت، فلها بهجة بقيمتها المعنوية، وليست المادية.
الاستعراض أضاع بهجة العيد
تجد لمى سعد الدين أن أكثر ما تتذكره من أجواء العيد قديماً صلاة العيد في المسجد، وتوزيع الحلوى، والاستيقاظ فجراً لتحضير الفطور مع والدتها، والذي يتكون عادة من الحليب والكعك، وأضافت: عند عودتنا نرتدي الملابس الجديدة للذهاب إلى بيت جدي، ومن هنا يبدأ الاحتفال، أما أجواء عيد اليوم فتفتقد لأحباب رحلوا عنا، وتفتقد لبساطتها، وأصبحت المبالغة والتباهي والاستعراض أموراً تسيطر على زيارات العيد، فلم تعد البساطة والرقي والاستمتاع باللحظات موجودة كالأمس.
العيد بين اليوم والأمس في وجدان الشباب
- أخبار
- سيدتي - نهى السداوي
- 25 يونيو 2017