لم يكن مساء العيد هانئًا هذا العام بالنسبة الى اصالة، وبدلًا من لمّة العائلة المعتادة في القاهرة عشية عيد الفطر السعيد، كانت لمّة من نوع آخر في اروقة مطار رفيق الحريري في بيروت، حيث سهرت اصالة برفقة المحققين في دائرة امن عام المطار، وخضعت لفحص جهاز مكافحة المخدرات ."وعيد بأية حال عدت يا عيد"، هذا ما انطبق على ما عاشته اصالة في ليل وفجر اليوم الاول من العيد .
والسؤال الذي لم يزل يطرح نفسه وسط كل ذلك: هل اصالة ضحية وفق السيناريو الذي تم إخراجه، بحكم انها معارضة للنظام السوري، وربما تكون قد دفعت ولم تزل ثمن مواقفها المعلنة، وبالتالي تم تركيب تهمة تعاطي وحيازة المخدرات، كرسالة صارمة من جهة سياسية متعاطفة مع النظام السوري، لها سلطة واسعة في مطار بيروت، بهدف تخويفها وربما منع زياراتها المتكررة لبنان؟ ..
هل تغامر اصالة بصيتها ورصيدها، وتخبّىء في علبة مكياجها او عدساتها كما اشيع، كمية ولو قليلة من الكوكايين، لو كانت فعلًا مدمنة وتتعاطى المخدرات ؟ وهل يمكن أن يخونها ذكاؤها الى هذه الدرجة ؟ هل هي فنانة تحيط بها الشبهات حول توازنها النفسي والعاطفي؟ كل هذه الاسئلة تستدعي التفكير مليًّا في فيلم او رواية اصالة، والمخدرات في مطار بيروت، وتستدعي ايضًا الاستمرار في البحث عن الحقيقة الدامغة، التي تُبرر وجود نظرية المؤامرة .
مما لا شك فيه، أنّ ما حدث مع اصالة في مطار بيروت، قد شكل مفاجأة من العيار الثقيل لجمهور مواقع التواصل الاجتماعي، الذي انقسم بين مدافع وشامت، والمقياس هو الموقف السياسي. فالمدافعون عن اصالة، معظمهم اذا لم يكونوا كلهم من معارضي النظام السوري، الذين يعتبرون اصالة بطلة قومية وثائرة، على طريقة تشي غيفارا . اما الشامتون، فهم انصار النظام السوري، الذين لم يوفروا وسيلة للشماتة إلّا واستخدموها، ثأرًا وانتقامًا من عدوة النظام السوري اصالة نصري، هذه العدوة هي بالطبع تاجرة مخدرات، ومدمنة كوكايين، وزعيمة عصابة. وهكذا تحولت حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، إلى المكان الامثل لتصفية الحسابات، على حساب الحقيقة التي نبحث عنها بصعوية وبجهد كبيرين، وسط كل الاكاذيب والمعلومات المتضاربة والسيناريوهات المركّبة .
أين هي الحقيقة ؟ هل اصالة فعلًا تتعاطى المخدرات ولو بنسبة قليلة، وتصطحب معها دائمًا اينما حلّت وسافرت، الغرامات المسموح بها للتعاطي الشخصي؟ وهل هناك مادة في قانون اية دولة عربية، تبيح استعمال المخدر للتعاطي الشخصي؟ واذا كانت اصالة فعلًا مدمنة، فهل عصيت عليها كل مطارات اوروبا واميركا المتشددة في انظمة التفتيش والمراقبة، والتي غالبًا ما تسافر عبرها اصالة ؟ ام إنّ الكوكايين فقط يرافق اصالة في مطار بيروت، ولم يسبق قطّ ان خبّأته واخفته في علبة المكياج نفسها، التي عبرت معها الى مطارات العالم كافة ؟
القضية كلها تستدعي الكثير من العقل والتفكير، والقليل من الانجرار العاطفي الى الاحكام القاطعة. ما ينبغي فعله الآن وبعد هدوء العاصفة، هو قراءة معمقة بين السطور، لملامسة بعض اطراف الحقيقة إن لم تكن كلها . هناك اثمان يدفعها بعض المشاهير مقابل مواقفهم السياسية، ولا سيّما اذا ثبتوا عليها، وهذه الاثمان قد تطال الجانب الشخصي او العائلي. ومن هذا المنظار يمكن ان تكون الرؤية اكثر وضوحًا، وان ترجح كفة اصالة الضحية على كفة اصالة المذنبة.
إنّ افضل وسيلة يمكن اعتمادها من قبل الباحثين عن الحقيقة، بعيدًا عن ذبذبات السوشيال ميديا وغوغائيتها، هي فصل العاطفة عن العقل، والإصغاء فقط الى صوت العقل والتحليل المنطقي، ودراسة المعطيات كما لو انها مكونات للتحليل في مختبر طبي، يتم على إثرها اعلان النتيجة "سلبًا " او " ايجابًا " . الايجابي في المنظور الطبي يعني وجود الفيروس، والسلبي يعني الخلو منه .
وفي قضية اصالة نرى أنّ التعاطي العاطفي والمشاعري السلبي بسبب مواقفها، قد يكون ادى الى النتيجة المعلنة أي " positive " في مختبر مطار بيروت.
وفهمكم كما يقال "باللبناني والسوري " كفاية .
تابعوا أيضاً:
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"