المندي الحساوي طبق شعبي يتصدر الموائد في المناسبات

يتم وضع القصدير على فوهة التنور لحفظ الحرارة
المندي الحساوي جاهز في التنور للطبخ
طبق المندي جاهز للاكل بعد اخراجه من التنور
يتم وضع القصدير لتغطية التنور بعد تجهيزة
المندي بعد أن يتم إخراجه من التنور
6 صور
يعد المندي الحساوي، الذي يحتوي على الأرز واللحم أو الدجاج مع إضافة بعض البهارات، من الأطباق الشعبية التي تشتهر بها مدن وقرى محافظة الأحساء منذ سنوات، حيث يحرص الأهالي على تقديمه كوجبة في المناسبات الاجتماعية أو اللقاءات الأسرية وفي بعض الأعراس، ويتزايد الإقبال عليه في أيام نهاية الأسبوع؛ بسبب مذاقه اللذيذ ونكهته التي تحتوي على رائحة حطب النخيل الطبيعي، وما يميز المندي الحساوي عن غيره من الأطباق الأخرى طريقة إعداده، حيث يتم جمع مكونات الطبخ في وعاء كبير، وهو "الجدر"، مع إضافة الماء، ثم يغمر في تنور عميق داخل الأرض مليء بالحطب وجريد النخل المشتعل، وبترقب يمتد إلى قرابة الساعة والنصف، يتم إخراجه من التنور جاهزاً للأكل.
الشاب علي محمد "أحد الأشخاص الذين يجيدون طبخ المندي الحساوي" يقول: يعتبر من الأطباق الغذائية المشهورة في الأحساء، بحيث أصبح ينافس العديد من الأطباق الشعبية الأخرى في السعودية كالمضبي والثريد والكبسة، وطريقة إعداده سهلة جداً، فالمطلوب معرفته والحرص على إتقانه كمية الماء الذي يوضع في وعاء الطبخ بحيث لا يزيد عن المقدار المتعارف عليه، كذلك معرفة الوقت الذي يستغرق فيه الوعاء داخل التنور؛ لأنه إذا زاد عن المعدل قد يصبح المندي غير صالح للأكل.
وأضاف محمد: إن المندي الحساوي يتم إعداده وطبخه في المزارع أو البيوت، باعتبار أن المزارع حالياً مجهزة لأعداد هذه الطبخة؛ بسبب وجود التنور، ففي الغالب يكون إعداده من قبل الشباب، والتنور عبارة عن أنبوب حديدي يبلغ قطرة نحو 3م، وطوله20م، حيث يتم دفنه في الأرض على عمق يصل إلى نحو 10 مترات، بعد ذلك يتم وضع الطابوق مع الرمل والأسمنت حول الجزء العلوي من الأنبوب إلى حد فوهته بغرض امتصاص الحرارة أثناء الاشتعال.
أما الشاب بدر السلمان فأشار إلى أنه يجب إشعال كمية كافية من حطب النخيل داخل التنور، لكي يصبح جمراً، ثم يتم إنزال "بالجدر" بالتنور، ويتم وضع اللحم فوقه تحت غطاء من الحديد، ويكون هذا اللحم إما دجاجاً أو لحماً أحمراً.
ويضيف السلمان: إن المندي الحساوي كأنه سحر، بمجرد غمره داخل الأرض يخرج وجبة متكاملة لها طعم ونكهة خاصة، وهذا ما جعله من الأكلات المحببة لدى الأهالي في المنطقة الشرقية، وأصبحت لا تخلو مزرعة، سواء في الأحساء، أو في القطيف، أو غيرهما من المناطق الأخرى في الشرقية، من تنور يُغمر داخله المندي، ورغم التحذيرات الطبية التي نوهت بخطورته نتيجة الدخان المنبعث من الجمر، إلا أن ذلك لم يثن الأهالي عن طبخه، فهو يتربع على قائمة الأطباق الشعبية، إلى جانب الهريس، والأرز الحساوي، والمفلق.