في ليلة تاريخية من ليالي الطرب والموسيقى، شهدها مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، التقى جمهور العاصمة بنجوم الأغنية العربية محمد عبده، وعبد الله الرويشد، وماجد المهندس، واستمتع بالألوان الموسيقية المنوعة التي قدمها الثلاثي، واتضح شغف الجمهور الكبير بالحفل، بإغلاق الأبواب منذ وقت مبكّر، نظرًا لامتلاء المسرح عن بكرة أبيه، لا سيّما أنّ كل واحد من الثلاثي يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة، ولديه عدد كبير من الروائع الغنائية الخالدة، في ذاكرة التاريخ الفني.
بدأ الحفل "برنس الغناء العربي" ماجد المهندس، الذي بدا، على الرغم من قوة حضوره على المسرح، عدم وجود تنسيق بينه وبين أعضاء الفرقة، وذلك لعدم إجراء المهندس بروفات كافية كما فعل فنان العرب والرويشد.
المهندس، الذي تفاعل معه الجمهور، قدَّم أشهر أغنياته، منها "هدوء" من كلمات الشاعر تركي آل الشيخ، وألحان نواف عبد الله، و"تناديك" من كلمات ياسر التويجري، وألحان أحمد الهرمي، وهذه الأغنية على وجه التحديد، هي أكثر أغاني المهندس طلبًا في المهرجانات، وفازت في أكثر من استفتاء فني بجائزة أغنية العام.
المهندس غنّى باندفاع، ومثلما أسلفنا، فإنّ عدم التنسيق بينه وبين الفرقة، دفعه بذكاء إلى سؤال الجمهور إذا ما كان يريد سماع موال غنائي، فجاءه الرد بالإيجاب، فأطلق المهندس العنان لمواله الشهير "كون يمّك" ليكمله بأغنية "على مودك أنت وبس" وسط تفاعل كبير من الحضور.
المهندس بعد ذلك غنّى "يا حب يا حب"، و"تحبك روحي"، و"على الذكرى"، و"أنا آسف"، والأغنية الوطنية التي طلبها منه الجمهور "إنت ملك" من كلمات الشاعر واحد.
بعد وصلة المهندس، كان الجمهور الحاضر يترقب إطلالة سفير الأغنية الخليجية الفنان عبد الله الرويشد، الذي كان على الموعد، وتألق وسرق الأضواء، واتضح أنّ الرويشد جهز نفسه لهذه الحفلة جيدًا، وكان التناغم بينه وبين أعضاء الفرقة على أعلى مستوى.
الرويشد أشعل المسرح الذي تحول في حضرته إلى كورال، يردد أغنياته، وكان ذكيًّا للغاية في انتقاء الأغاني والخيارات في الحفلة، وتحديدًا أمام جمهور الرياض الذي درس ذائقته جيدًا. الرويشد غنّى "لمني بشوق"، "بتبع قلبي"، "أنا مو ولهان"، "وحشت الدار"، وأغنية وطنية "من دار أبو ناصر"، وكذلك من الأغاني العاطفية التي انتزعت الآهات من الجمهور أغنية " العيون"، الرويشد تألق كثيرًا وهتف الجمهور له وردد أغنياته، وكان يغنّي بروح معنوية عالية، واستطاع أن يسرق الأضواء، ويثبت أنه رقم صعب على المسرح في الكويت وخارجها، ومَن شاهد حفلة الرياض وعنفوانه الموسيقي، يعرف ما الذي نقصده.
بعد وصلة النجم الرويشد، دقت ساعة الصفر على مسرح مركز الملك فهد الثقافي، بالاطلالة الأهم من نجم النجوم فنان العرب محمد عبده، الذي انتظره الجمهور بشغف، ورحب به وسط عاصفة من التصفيق والهتافات، والإعجاب الذي يبين في كل مرة، بأنّ محمد عبده من فئة جيل العمالقة في الأغنية العربية، إن لم يكن هو آخر عمالقة هذا الجيل.
محمد عبده وقبل حفلته بأيام، والطلبات تنهال على نجليه عبد الرحمن وبدر، من أجل ترتيب قوائم الأغاني التي سيشدو بها الفنان الكبير في حفلته، وكان كل واحد من الجمهور يقدم قائمة من الروائع التي يتمنى سماعها على المسرح.
فنان العرب بدوره لم يخذل عشاقه كعادته، ونوّع في الأداء، بل تسلطن في أغانيه الطربية الشهيرة، مثل: "ليلة خميس" من كلمات الأمير خالد بن يزيد، وألحان عمر كدرس التي غناها بإحساس فنان العرب في الثمانينيات؛ وكذلك غنى رائعة البدر "آه ما أرق الرياض"، وقدّم كذلك "أنا خايف"، و"يوم أقبلت"، و"إنت معاي"، و"ما عاد بدري"، و"مذهلة"، و"فوق هام السحب".
فنان العرب ذكر في حديثه لـ "سيدتي"، أنّ الغناء في الرياض على وجه الخصوص وفي الوطن بشكل عام، لا يوازيه أي شيء، ويحمل مذاقًا وطعمًا خاصًّا، وقال: إنّ ذكرياته في الغناء بالرياض تحمل طابعًا جميلًا، كونها ارتبطت بالنسبة له بمجموعة من الأغاني التي لا تُنسى على حد وصفه.
تابعوا أيضاً:
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"