هناك العديد من النظريات التي كانت في وقت ما من الزمن تحوز على احترام مكتشفها، وكانت أهم الإثباتات العلمية آنذاك، ولكن بمرور الوقت والتطور الذي نشهده، أثبت العلم فشلها، بل أصبحت محض سخرية لصاحبها، وبالطبع لم يكن لديه الوقت لرؤية فشلها، وفي ما يلي نقدم لكم مجموعة من أشهر تلك النظريات التي وقعت في فخ الفشل:
اكتشاف فولكان: في عام 1840، طرح أحد العلماء نظرية تفيد بوجود كوكب في المجموعة الشمسية أقرب إلى الشمس من كوكب عطارد، وفي محاولة لشرح خصائص مدار عطارد، افترض عالم الرياضيات الفرنسي أوربان لوفيريي في القرن الـ19 أنه كان نتيجة لكوكب آخر، والذي سماه «فولكان»، وأصبح عدد من المحققين الشرفاء مشاركين في البحث عن «فولكان»، ولكن لم يوجد مثل هذا الكوكب، والآن تم شرح خصائص مدار عطارد من خلال نظرية ألبرت آينشتاين في النسبية العامة.
الأثير المضيء: في نهاية القرن التاسع عشر، كان مصطلح «الأثير المضيء» يعني الأثير الحامل للضوء، الذي من المفترض أنه الوسط الذي ينتشر فيه الضوء، إلا أن النظريات التي بنيت على تلك الفرضية فشلت كتجربة ميكلسون ومورلي، كما فقدت فرضية أن الأثير وسط ميكانيكي أتباعها أيضاً، وتم استبدال الفكرة برمتها في الفيزياء الحديثة بنظرية النسبية وميكانيك الكم.
نظرية فلوجيستون: هي إحدى النظريات العلمية المستبدلة، وتفترض أن هناك عنصراً كالنار يسمى «فلوجيستون»، وأن كل المواد التي تتحرق أو أي شيء تمسه النار يحتوي على عنصر مميز اسمه «فلوجيستين» أو «اللاهوب»، والذي يخرج من المادة أثناء عملية الاحتراق، وهو الذي يجعل عملية الاحتراق ممكنة، وظلت نظرية «فلوجيستون» النظرية سائدة عام1780 حتى أثبت أنطوان لافوازييه أن الأمر يتطلب احتراق الغاز.
نظرية تمدد الأرض: تقترح بعض النظريات الجيولوجية أن القارات مع مرور الزمن تكسرت على سطح الأرض، وانجرفت بعيداً عن بعضها، ثم عادت لتجتمع من جديد مكونة كتلة أرضية متحدة هائلة، أو ما يسمى بالقارة العملاقة، وحدث هذا الأمر عدة مرات بين تفكك للقارات وتجمعها، لذلك هناك العديد من العلماء اعتقدوا أن الأرض يزداد حجمها باستمرار، وهو ما عرف بـ«نظرية تمدد الأرض».
نظرية داروين: تنص على أن كل الكائنات الحية على مر الزمان تنحدر من أسلاف مشتركة، وصفت بالانتقاء «الانتخاب» الطبيعي، وكذلك الصراع من أجل البقاء له نفس تأثير الاختيار الصناعي المساهم في التكاثر الانتقائي للكائنات الحية، ولكن مع الوقت أثبتت النظرية فشلها، ولم يصدقها أحد.
مازالت هناك العديد من النظريات التي يتم اكتشافها بشكل دوري مع مرور الوقت، وتثبت فشل النظريات الأخرى التي كانت سائدة، فقد تكون إحدى نظريات اليوم التي نؤمن بها محض سخرية في المستقبل القريب.
