تبقى ولادة المرأة حدث يطول انتظاره وتزيد المخاوف منه كلما اقترب.. فلحظة الولادة ودخول غرفة العمليات تعد من أصعب اللحظات وأجملها في الحياة الزوجية..
لحظات تشتد بها زفرات الألم والأوجاع على الأم، وترتفع وتيرة الخوف والقلق على سلامتها عند الأب حتى ينتهي الأمر بسماع صوت بكاء الضيف الجديد، وسط دموع تحمل عدة معانٍ من الفرحة والإعياء والمفاجأة وغيرها من المشاعر المختلطة والجميلة، ومن المتوقع والمحبذ أن يأتي دعم شريكة الحياة من خلال وجود الزوج معها في غرفة الولادة، والوقوف بجانبها حتى يطمئن على سلامتها وسلامة الجنين.
كما أنّ ذلك من شأنه أن يُشعر الزوجة بالراحة النفسية والأمان؛ ما يسهل اللحظات العسيرة. إلا أنّ وجود الزوج على قدر ما يمثل دعماً كبيراً، إلا أنه قد يحدث بعض المشاكل ما قد يجعل بعض الرجال يتخوفون، وبالتالي يتهربون منه.. "سيدتي نت" تنقل لكم بعض التجارب في هذا المضمار من خلال السطور الآتية:
لحظات لا تنسى
بداية تقول نائلة حمدان -موظفة–: "من الضروري جداً أن يشهد الزوج هذه اللحظات لأنه وقتها فقط سيشعر كيف ولد هو، وماذا لاقت أمه حتى تنجبه فيدرك قيمتها، ويقوم ببرها، كما أنه بالطبع سيشارك زوجته معاناتها أثناء الولادة ليدرك كم هي عظيمة وكيف تتحمل الألم والوجع حتى تنجب له طفلاً يحمل اسمه".
وتوافقها داليا التيناوي - ربة منزل وأم لطفلين – الرأي، فتقول: "نعم اشترطت على زوجي حضور كلتا الولادتين حتى يعلم جيداً كيف يكون الألم والتعب، وكم هي صعبة مهمة إنجاب الأطفال، وليدرك جيداً الأمر حينما يطلب أن يصبح أباً لمرة أخرى". فيما تقول وصال زين الدين – طالبة غير متزوجة –: "أتوقعها لحظة جميلة، لحظة بزوغ حياة جديدة مبعوثة في المولود الجديد، فهي سعادة غامرة لابد أن يتشاركها الزوجان، وأحلم بأن أتشاركها مستقبلاً مع شريك عمري".
آراء الرجال
أما الكاتب عماد اليماني – زوج وأب لطفلين - فله وجهة نظر أخرى حيث يخبرنا: "ليس من الضروري دخول الرجل لغرفة الولادة؛ فالنساء فعلاً غريبات يرغبن في دخول أزواجهنّ كتذكير لهم بأنهنّ يتعبن في الولادة وحدهنّ. في حين أنّ دخول الرجل مع زوجته ورؤيته لها وهي تلد يفقد أو تقل رغبته في زوجته من الناحية الجنسية بعد ما شاهده من المناظر أثناء الولادة... ألا أنّ الأمر قد يكون مقبولاً عند الولادة الأولى".
وعلى العكس يقول يحيى طه – موظف وأب لطفل –: "من المهم جداً أن يوجد الزوج مع زوجته في لحظة تاريخية كهذه يكفي أن يظل إلى جانبها ممسكاً بيدها ليهون عليها ما تجده من ألم المخاض"، ويضيف: "أتذكر حين ولادة ابني حدثت بعض المشاكل فرفضوا دخولي معها، فأقمت المستشفى بكامله وصرخت في الجميع، وكدت أجن حتى دخلت، واطمأننت بنفسي على سير العملية".
الرأي الأسري والنفسي
تخبرنا المستشارة الأسرية أسماء حفظي حول أهمية وجود الزوج مع زوجته أثناء الولادة قائلة: "من المهم والضروري جيداً في العلاقة بين الزوجين توافر عنصر المشاركة الذي تتجلى أهميته في المواقف الصعبة كالولادة، فوجود الزوج يشعر الزوجة بأنها ليست بمفردها، ومن المعلوم أنّ المرأة بطبيعتها عاطفية فأي كلمة طيبة أو لمسة حنونة كفيلة بتغير وتحسن حالتها، وتخفيف الألم عنها هذا فضلاً عن شعورها بالاطمئنان الذي يمنحه لها وجود شريك حياتها بجانبها..
أما بالنسبة للزوج فالأمر لا يقل أهمية بالنسبة له، فوجوده يشعره بالمسؤولية تجاه المولود القادم، وكذلك يجعله يتفهم تعب زوجته حتى يتعاطف معها ويتفهم تغيراتها في فتره ما بعد الولادة مباشرة من ضغط عصبي وخلافه".
وحول ما إذا كان للأمر تأثيرات أخرى على ممارسة العلاقة الحميمة فيما بعد تشير حفظي: "لا يؤثر الأمر؛ لسبب بسيط لأنّ الرجل بطبيعته لا يتأثر بشدة بشكل تلك المنطقة بقدر ما يتأثر بعنصر الإثارة من الشكل العام، فهو نظرته عمومية أكثر منها تفصيلية.. ووجوده لا يشترط النظر والتدقيق في التفاصيل بقدر ما يشترط فيه المساندة والدعم النفسي للزوجة والتمتع بلحظة نزول المولود وخروجه للحياة.
إلاّ أنه من المهم أن يعي الزوج مراحل الولادة وتغيراتها والدور المطلوب منه حتى لا تكون الصدمة النفسية بانتظاره، فكثير من النساء يظهر عليهنّ بعض الأعراض المنهكة، وهنا يجب على الزوج تقبل تلك الأمور بكل عقلانية وعدم الارتباك أو الخوف".