تصدرت الشابة ميكائيل عواضة عناوين المواقع الإخبارية في لبنان، كونها قدّمت حياتها في سبيل الحب، لتثبت أنّ مقولة "من الحب ما قتل" لم تكن يومًا خيالية.
وفي التفاصيل، وبعد أن خذلها خطيبها وسرقها، وكان الانفصال الخيار الوحيد، فضّلت ميكائيل البالغة من العمر 22 عامًا الانتحار، على الابتعاد عن حبيبها، فتجرّعت 50 حبة دواء مسكّن، وعانت أوجاعًا لأيام، قبل أن تغمض عينيها للأبد وتترك وراءها عائلة مفجوعة.
وكان الخلاف مع خطيبها البالغ من العمر 25 عامًا، قد بدأ بحسب ما قال والدها طلال، عندما سرق بطاقة الائتمان من محفظتها، وسحب راتبها من دون أن يعلمها، وعندما اكتشفت الأمر حصل نقاش بينهما، ولكي يبرر فعلته، أحضر شابًّا مكسور اليد، قال لها إنه ضربه بسيارته، وما كان أمامه إلا أن يدفع راتبه وراتبها لعلاجه، وكان لا يزال بحاجة إلى مليون ليرة لبنانية إضافية.
انتحار "قاتلة طفليها" في "إصلاحية جدة"
وأضاف الوالد: "عندما علمتُ بما حصل، أطلعتها أن لا مكان له في حياتها بعد الآن، فإذا سرقها اليوم فماذا سيفعل بها عندما يتزوجها".
ويبدو أنّ ميكائيل لم تكن تقوى على فراق حبيبها بعد 4 أعوام من الحب، ولا على مواجهة عائلتها، فاتخذت قرارها بتركه وترك الحياة أيضًا، وابتلعت ما تيسر لها من حبوب المسكّن، حتى بدأ الألم بالسيطرة عليها، وعندما لم تعد تقوى على الاحتمال قصدت مع والدها إحدى الصيدليات، من دون أن تبلغ أحدًا بأسباب وجعها، وصباح اليوم الثاني، ذهبت إلى عملها في المستشفى العسكري كالمعتاد، فأخبرت زملاءها أنها لم تعد تستطيع مقاومة الوجع، وعلى الفور أُجريت لها فحوص، وتبيّن أنّ وضعها خطير.
وعلى ذلك، اتصل احد الأطباء من مكان عملها، طالبًا من والدها نقلها إلى مستشفى أخر، لكونه لا يحق لها الاستشفاء في المستشفى العسكري، فهي ممرضة متعاقدة، وليست جندية في الجيش.
وقد حاول أطباء من كل الاختصاصات إنقاذ حياة ميكائيل، لكن مساء الثلاثاء أسلمت روحها بعد توقف كبدها عن العمل، لتكون آخر كلماتها لأحد زملاء الدراسة الذي يعمل ممرضًا في المستشفى:" كم تمنيت أن أحيا حياة جميلة مع أناس منحتهم روحي، لكنهم بادلوني بقلة الوفاء، وإن مدّ الله بعمري سأبتعد عن جميع من خذلني، وأبدأ من جديد إلى جانب من يحبّني بصدق".