أحيت المطربة شيرين عبد الوهاب على مسرح "الفرح" بمدينة إفران، حفلًا غنائيًّا مميزًا ضمن فعاليات اليوم الثاني من الدورة الثانية لمهرجان "أغاني الأرز"، واستطاعت شيرين التي غنت حتى الثانية صباحًا وعلى مدى ساعتين تقريبًا، أن تعيد الحياة إلى شرايين مهرجان متعثر كان مهددًا بالسكتة القلبية منذ يومه الأول، بسبب سوء التنظيم، واحتجاجات الإعلاميين، وانعدام التواصل، وغضب الفنان المغربي المعروف يوسف أكديم (لارتيست) المقيم بفرنسا، الذي قرر إلغاء حفله الغنائي في اليوم الأول، عقب مؤتمره الإعلامي الذي استشاط فيه غضبًا من أسئلة الإعلاميين، فقرر مقاطعة المهرجان قبل أن تتدخل جهات عليا وهو يهم بمغادرة إفران، لثنيه عن قراره الذي أرخى بظلاله على هذا المهرجان، الذي سبقته استقالات من اللجنة التنظيمية (منتدى إفران)، وانتقادات من المجتمع، وخلا تمامًا من بعده الثقافي والترفيهي الذي روج له المنظمون، وسط انتقادات إعلامية شديدة لم تخلُ من اتهام الجهة المنظمة بالتقصير على مستوى التواصل مع الإعلاميين، الذين دعوا إلى عقد مؤتمر إعلامي عجز خلاله المنظمون عن إقناع الصحافيين بـ"إلغاء فقرة المؤتمرات الصحافية"، وعدم تمكينهم من إجراء اللقاءات مع الفنانين، أو على الأقل إيجاد مكان مخصص لهم في فضاءات الحفل، بل هناك من نعت إحدى الصحافيّات بـ "صفة" غير لائقة أخلاقيًّا، لأنها اختارت فقط البحث عن الخبر بطريقتها الخاصة في كواليس الفندق الذي يقيم فيه الفنانون.
كانت الطلة الفنية للفنانة شيرين عبد الوهاب "السيروم" الذي أنعش ليالي مهرجان "أغاني الأرز"، وهي تعتلي المسرح بفستان أحمر، وتسريحة شعر بسيطة، لتحيّي جمهورها الذي تدفّق على المسرح من مدن مغربية مختلفة، ليستمتع بصاحبة "لازم أعيش"، وهي تغني وتصول في المسرح طولًا وعرضًا، وترقص على إيقاعات باقة من أغانيها الجميلة، وسط زغاريد وهتافات الجمهور الذي اجتذبته شيرين، التي استهلت حفلها في منتصف الليل بأغنية "اسأل عني"، وسط حماس وتفاعل كبيرين لجمهور أنسته شيرين برودة طقس المدينة، وهي تتراقص مع إيقاعات أغانيها الشبابية / الطربية أمام جمهور لازمها إلى آخر نفس من حفلها الذي أدت خلاله: "صبري عليك"، و"انت تسهّرني ليه"، و"صبري قليل" و"لازم أعيش".
وكانت شيرين قد بدت مبتهجة على المسرح وهي تثني على جمهورها بالمغرب، الذي وصفته بـ "الذواق" للغناء الجميل، وتثني على الأصوات الغنائية الموهوبة التي تشارك في المسابقات الغنائية العربية، وكانت المفاجأة بهذا الخصوص أن استقدمت إلى الحفل كلًّا من الفنانة المغربية إيمان الشميطي، المشاركة في برنامج "آراب غوت تالنت"، التي عانقتها شيرين بحرارة، منوهة بصوتها الجذاب وتقاسمها تقديرًا لموهبتها بأداء مجموعة من القطع الغنائية: (كده يا قلبي – لمن نشكي حالي –حبيتو مع نفسي) وأغانٍ أخرى ألهبت الجمهور الذي استدرجت شيرين بعضهم لأخذ "سلفيات"، قبل أن تتدخل الجهات الأمنية للحيلولة دون اقتراب الجمهور إلى المسرح خوفًا من الفوضى..
أما المفاجأة الثانية فتمثلت في غناء شيرين إلى جانب صوت مغربي آخر، صنّفته من ضمن أحسن الأصوات الغنائية بالمغرب ، وهو الفنان "الشاب رضوان"، الذي رددت معه الأغنية المغربية المعروفة "ناكر الإحسان" وأغاني أخرى من ريبرتوارها الفني، لتختم سهرتها عند الساعة الثانية صباحًا، لتختم بذلك حفلها الباذخ والناجح بكل المقاييس. وبذلك تكون شيرين قد أعادت الحياة لهذه التظاهرة المهددة بـ "الموت"، وقد تكون هذه آخر دورة بحسب ما تم تداوله في الكواليس، بسبب الخلافات التي نشبت والصراعات الخفية في الكواليس، بين طرفي التنظيم "جمعية فاس سايس" من جهة، ومنتدى إفران للثقافة والفن.
أما الحفل الختامي للمهرجان، فقد أحياه كل من المطرب وائل جسار، والفنانة شذى حسون.
كواليس المهرجان
شيرين وبعد انتهائها من الحف خرجت في حراسة أمنية مشددة، وامتطت سيارة خاصة بها في اتجاه الفندق الذي تقيم فيه، ولم يستطع بذلك الصحافيون من مقابلتها.
الارتجال والفوضى في التنظيم هو السمة التي طبعت فعاليات مهرجان "أغاني الأرز"، الذي أثّر سلبًا على السير العام لفعاليات الدورة..
المهرجان وبخلاف الشعارات التي يحملها بعيد كل البعد عن خصوصيات مدينة إفران، التي تعدّ من أهم المناطق السياحية الجميلة بالمغرب، حيث إنها تلقّب بسويسرا المغرب .
600 مليون سنتيم هو المبلغ المالي الذي تم رصده، لتغطية مصاريف إقامة مهرجان "أغاني الأرز".
الأنشطة الموازية التي نظمها المهرجان والمتعلقة بندوات حول "البيئة والجبال"، لم تشهد الإقبال الذي كان متوقعًا من طرف الجمهور.
الدورة الثانية بدت باهتة بحسب متتبعي المهرجان من أهالي مدينة إفران، مقارنة مع الدورة الأولى التي رغم أنّ المنظمين راهنوا هذا العام على كل من وائل جسار وشذى حسون وشيرين، إلا أنّ المؤكد هو أنّ مشكلة المهرجان هي تنظيمية أساسًا، وليس في الأصوات الغنائية التي يتم استقدامها، وللتذكير فإنّ الدورة الأولى من المهرجان كنت قد استضافت كلًّا من كاظم الساهر، وميتر جيمس، ومغني الراب مسلم.
رئيسة منتدى إفران (للتنمية والثقافة) وأمين مال الجمعية سابقًا، قدّما استقالتهما قبل تنظيم المهرجان، يبقى الطرف الثاني (جمعية فاس سايس) هي المنظم الوحيد للتظاهرة.
الموسيقار عبد الوهاب الدوكالي كان أول من صعد المسرح في اليوم الثاني، قبل أن تعتليه الفنانة شيرين، وقد احتفى به الجمهور بطريقته الخاصة بمقاطعة غنائه أحيانًا بالهتاف وترديد اسمه، ومصاحبته في أدائه للأغاني، بالتصفيق بحرارة احترامًا لتاريخه الفني على مدى 50 عامًا .
لمشاهدة أجمل صور مشاهير العالم زوروا أنستغرام سيدتي