يوماً بعد يوم يتحول عالم الأجهزة الذكية إلى نقمة بدلاً من النعمة، ولكن بعيداً عن ما سبق تناوله مراراً وتكراراً من المشاكل الاجتماعية والنفسية والصحية، التي أحضرها هذا العالم إلى واقعنا، فالقصة التي حصلت لهذا الرجل المكسيكي ستضيف الجديد لقائمة المخاطر.
وفي تفاصيل القصة التي قد تجدها من قصص بلاد العجائب، ساهم جهاز منزلي ذكي في الإيقاع بمجرم قتل شخصاً في المكسيك، وعاد إلى المنزل، لينشب بينه وبين صديقته شجار أدى في النهاية إلى تدخل الجهاز الذكي، والتبليغ عن المجرم، حيث كشفت التحقيقات أن الجهاز استمع لسؤال مِن إدواردو بوروس وجهه لصديقته قائلاً: هل اتصلت بالشرطة؟ وتعامل معه على أنه أمر للاتصال الفوري بالشرطة، وهو ما نفذه الجهاز بالفعل، لتسارع قوات الشرطة على الفور إلى مكان الحادثة، وتم إلقاء القبض على المجرم، بتهمة القتل وحيازة الأسلحة النارية.
ورغم أن هذه القصة بالتأكيد كانت لصالح صديقة بوروس وأختها، اللتين تواجدتا في المنزل ذاته، وأن الجهاز الذكي أنقذ حياتهما، إلا أن للأمر زاوية مختلفة قد تجعلنا نتوقف عندها، ونطرح عدة أسئلة، منها: ماذا لو اتصل جهازك الذكي بشخص أثناء حديثك عنه دون أن تعلم كزوجتك أو حماتك أو صديقك أو رئيسك أو زميلك في العمل؟ وما تبعات حدوث أمر كهذا من مشاكل ومواقف قد تضعك في مأزق؟ وإلى أي مدى ستتمكن تلك الأجهزة من التسلل إلى حياتنا والتدخل فيها؟
وعن تفسير ما حدث في القصة السابقة، فقد أوضحت المحاضرة في كلية الحاسبات وتقنية المعلومات في جامعة الملك عبدالعزيز أريج النهدي لـ«سيِّدتي نت» أن ما قام به هذا الجهاز الذكي، الذي يمتلك قدرة على معالجة الأوامر الصوتية، أنه عند سماع جملة «اتصل بالشرطة»، قام بمهمته، وتعرف على الجملة، واستجاب لها.
وأضافت: في زمن ثورة الذكاء الاصطناعي، التي تغزو مختلف المجالات في حياتنا، لا يمكن التنبؤ بما قد تحمله، وما سوف تستطيع تلك التقنيات والأجهزة القيام به، والمهام التي ستتمكن منها مستقبلاً، ورغم ما تحمله تلك الأجهزة من إيجابيات، إلا أن ذلك لابد أن تصاحبه العديد من الآثار السلبية على عدة جوانب ما لم نحاول إحداث توازن في استخدامها جيداً.
لذا لا بد من الحذر من أجهزتكم الذكية، والتعرف على إمكانياتها بدقة، خاصة عندما تتحدثون أمامها، فلا تعلمون إن كانت ستقوم بكارثة تكلفكم الكثير، فرغم ذكاء تلك الأجهزة، إلا أنها قد تقوم بتصرف غبي تكون عواقبه وخيمة.
