متواضعة، رقيقة، لا تفارق الابتسامة وجهها، لا تشبه السلطانة ناهد دوران الغارقة في كآبتها، رغم اعترافها أن تمثيلها الكآبة على مدى سنوات انعكس على حياتها الخاصّة.
هي نور فتاح أوغلو، الممثلة الجميلة التي عرفها الجمهور العربي بدور «بيسان» شقيقة «سمر» (بيرين سات) في مسلسل «العشق الممنوع»، قبل أن تنال فرصتها الحقيقيّة في مسلسل «حريم السلطان»، وتؤدي دور زوجة السلطان سليمان الأولى ناهد دوران ووالدة ابنه الأمير مصطفى، التي تصارع للاحتفاظ به، وللاحتفاظ بحقّ ابنها في السلطة لاحقاً.
تعرف نور أنّ في العالم العربي جمهوراً يحبّها، فهي تقرأ تعليقاته على حساباتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي وتقول «لا أعرف ماذا يكتبون، لكنّي أشعر أنّها تعليقات إيجابيّة».
تطمح إلى التمثيل في مسلسلٍ عربي، لما لا؟ فالعرب يحبّونها وتقول «اللغة العربية ليست غريبة عنّا كمسلمين».
إلى بيروت حضرت نور تلبيةً لدعوة مهرجان «بياف» الذي كرّمها، كانت نجمة المهرجان دون منازع، بدت ودودة مع الجميع، رغم درجات الحرّ الشديدة التي رافقت الحفل المقام في الهواء الطلق، لم تتذمّر، لم تعترض على تأخير تكريمها إلى نهاية السهرة، حافظت على ابتسامتها التي أسرت قلوب الحاضرين.
نور خصّت «سيدتي» بلقاء حصري قالت إنّه الأوّل لها في العالم العربي.
لماذا وافقت على تكريمك من قبل مهرجان «بياف»؟
أعلم أن مهرجان «بياف» محترم في لبنان وخارجه. وأنا سعيدة لأنّني موجودة هنا في بيروت لأوّل مرة. لقد شعرت بالإطراء بالطبع، وهو شرف عظيم بالنسبة لي أن أتواجد بين نخبة من المكرّمين. أشكر السيدة جيزيل بيكل التي نسّقت كل الأمور بين بيروت وتركيا، وأتاحت لي الفرصة كي أكون على غلاف مجلتكم وأن تكون المقابلة الأولى لي في العالم العربي في أهم مجلة عربية.
حقّقتِ شهرة واسعة في العالم العربي بدور «السلطانة ناهد» في مسلسل «حريم السلطان»، لماذا حظي المسلسل ودورك فيه برأيك بكل هذا الشغف؟
ربما لأنّ قصّته حقيقيّة، لذلك وصلت إلى قلوب الناس، بصراحة أسمع تعليقات كثيرة من العالم العربي لا أدري ماذا تعني، ولكن أشعر أنها إيجابية وأجزم أنهم تأثّروا بمضمون الحكاية. أن تلقى إشادة من الناس على مجهود قدّمته لهو أمر جميل بالنسبة إلى الممثل.
السلطانة ناهد دوران أرهقتني
هل تعرفين حجم شعبيتك في العالم العربي بعد أدائك دور السلطانة ناهد دوران؟
نعم أعرف ذلك، لأن لديّ الآلاف من المتابعين في حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي من العالم العربي، وأفرح كثيراً عندما ألتقي بهم وألمس قدر محبّتهم لي.
هل تعتبرين دور «السلطانة ناهد» من أهم أدوارك؟
كان دوراً جعلني أكثر نضجاً من العديد من النواحي. وبطبيعة الحال، كان الإنتاج والفريق والدور بارزين جداً، لكن ما جعله أكثر إثارة للاهتمام هو حقيقة أننا بحاجة إلى معرفة التاريخ بشكل يجذب جمهور اليوم. يمكنك القول إنّ صراعات السلطة في «حريم السلطان» أو «حالة السلطانة ناهد» كانت حكراً على ذلك الوقت، لكن قصّة امرأة تقاتل من أجل حبّها ومن أجل ابنها قصّة خالدة. كان ذلك في حد ذاته تعقيداً للدور الذي تعلّمت الكثير منه.
لعبت دور امرأة مسنّة في الجزء الرابع للمسلسل وكنتِ أماً لمحمد جنسور (الأمير مصطفى) وهو يقاربك سناً، هل أزعجك هذا الأمر؟
لا بالعكس، كانت فرصة لأكبر معها. وكان الجانب الصعب بالنسبة للشخصية الحزن الدائم لديها. وتقريباً بعد وقت معيّن، يصبح من المستحيل ألا ينعكس ذلك على حياتك الخاصة. عندما يرافقك الحزن ليوم كامل في موقع التصوير لا يتركك بسهولة عند العودة إلى منزلك بل يتعلّق بك.
لن أجيب على هذا السؤال
لم يحقّق آخر مسلسل لك نفس النجاح الذي حقّقه «حريم السلطان»، ما السبب؟
في الواقع، عندما أنظر إلى الوراء، لا أرى أي سبب لذلك. كان دوري في «حياة يولوندا» رائعاً، كما كان الطاقم وفريق الإنتاج ممتازين أيضاً. فيلينتا، من ناحية أخرى، كفيلم مشوّق تاريخي وصل إلى جمهوره المستهدف وانتهى به المطاف وفق المخطط. ومن ناحية أخرى، كان لدى «حريم السلطان» سحر خاص، وكان له صدىً دولي، فمن الصعب تجاوز ذلك. وآمل أن أوفّق في أعمالي القادمة.
هل تعتبرين نفسك من كبار نجوم تركيا؟
ليس من المناسب أن أجيب على هذا السؤال. هناك أناس أمضوا عقوداً لإتقان أعمالهم، عدا عن أساطير الشاشة والمسرح الذين يجذبون الجمهور في كل مرّة نراهم، هؤلاء من أطلق عليهم لقب كبار النجوم. بينما أخذت دوري في إنتاجين بارزين مشهوداً لهما دولياً، وهو أمر يشعرني بالامتنان، وأريد مواصلة القيام بما أحب بأفضل شكل وطريقة.
سافرت إلى العديد من الدول العربية، لكننا لم نرك في معرض «حريم السلطان» في دولة الإمارات العربية المتحدة؟ هل كان هناك سبب معيّن وراء ذلك؟
كنت أرغب في الحضور، ولكن للأسف كان من المستحيل ترتيب جدولي الزمني وفقاً لخطط الجهات الداعية.
أرغب في المشاركة بعمل عربي
هل تشاهدين أي مسلسل تلفزيوني عربي؟
للأسف لا، ولكني أشعر بفضول تجاه ذلك، كما أعتقد أن صناعة المسلسل التلفزيوني العربي تتحسّن بسرعة كبيرة، قد أفكّر حتى بالمشاركة في واحد منها.
هل تحبّين اللغة العربية؟
نعم، فهي مألوفة جداً لنا كمسلمين. وهي لغة أشبه بالموسيقى، إيقاعية جداً.
ما أكثر ما أحببت في لبنان؟
أحببت «الشوكولاتة» كثيراً. كما أنّ ثقافة لبنان عميقة الجذور وفريدة من نوعها.
ما هي الدول العربية الأخرى التي ترغبين في زيارتها ولماذا؟
أودّ أن أقوم بزيارة الأردن في المرّة المقبلة لأني أريد أن أرى «البتراء».
بيرين سات صديقتي
من برأيك الممثلة والممثل اللذان يحتلان المراكز الأولى في تركيا اليوم؟
لتركيا العديد من الموهوبين في هذه الصناعة، ومن الصعب دائماً اختيار واحد، ولكن لديّ احترام كبير لشريكي خالد أرغنش كممثل في «حريم السلطان»، والممثلة بيرغوزار كوريل، كما أحب كثيراً صديقتي العزيزة بيرين سات.
ماذا تخبرينا عن ابنتك؟
اشتقت إليها كثيراً.
كيف غيّرتك الأمومة؟ هل أعاقتك عن العمل؟
إنه شعور لا مثيل له، ومعقّد جداً في الواقع. أشعر أنّني أكثر عاطفيّة، ولكن في نفس الوقت أكثر منطقية. الأمومة كانت تجربة رائعة، ورافقت ابنتي منذ ولادتها في كل تفاصيل مراحل تطوّرها، ولكن هذه مهنتي، ومصدر دخلي، لذلك أصرّ على أنّ الأمومة لن توقفني عن التمثيل.
في لبنان نسمع الكثير من الشائعات عن النجوم الأتراك، ما أسوأ شائعة سمعتها عن نفسك؟
كل أنواع الشائعات سيئة، ولكن التي تؤثّر أكثر تلك التي ليس لها أساس من الصحّة. حتماً من وقت لآخر أواجهها، ولكني أعتبرها من ضرائب المهنة والشهرة، وأدعها تمرّ. وأعتقد أنه من حقّنا أن نتوقّع مستوى معيّن من الحساسيّة، وخاصّة عندما يتعلّق الأمر بمسائل مباشرة عن أحبائنا وعائلتنا. في هذا الجانب، أسوأ الأنواع التي واجهتها، هي تلك التي تتجاوز هذا الخط، وخاصة الأشياء التي أشاركها عبر وسائل الإعلام الاجتماعيّة ويتم تفسيرها بشكل خاطئ.
ما هي المشاريع الجديدة التي تعملين عليها حالياً؟
أنا في مرحلة قراءة سيناريوهات جديدة لمسلسلات وأفلام، وأتطلّع للعودة إلى الشاشة. .
*شكر خاص لمنسقة هذا اللقاء جيزيل بيْكل
تابعوا على «سيدتيTV» لقاءً حصرياً مع نور فتاح أوغلو خلال زيارتها إلى بيروت
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي