عالمنا مليئ بالأشياء الغريبة، وبنو الإنسان عامة يحبون متابعة هذه الغرائب، وأحياناً القيام بها للعديد من الأهداف التي بدورها لا تقل غرابة أيضاً، والمتابعين لهذه الأحداث والأفعال الخارجة عن المألوف، لديهم وجهتهم المهمة والشهيرة وهي كتاب "غينيس" للأرقام القياسية، الآلاف من الناس بل عشرات الآلاف منهم دخلوا هذه الموسوعة بأرقام قياسية عجيبة.
موسوعة "غينيس" لديها جانب مُظلم أيضاً لا يتحدث الإعلام عنه كثيراً، أو ربما لا يتحدث عنه مُطلقاً، فالعديد من المهوسين بالغرابة لقوا حتفهم، أو أصيبوا بإصابات بالغة في سبيل تسجيل أسماءهم بها، وهنا نقدم لكم أخطر خمس حالات انتهت بوفاة أصحابها.
أولاً: "حارس سليمان" الطيار الصغير
حارس سليمان، طيار هندي لم يتجاوز عمره السبعة عشر عاماً، حاول أن يكون أصغر شخص يسافر حول العالم في ثلاثين يوماً فقط، مُستخدماً في رحلته هذه بطائرة ذات محرك واحد، ورافقه في رحلته والده الستيني وهو طيار أيضاً.
بدأ سليمان ووالده رحلتهما من ولاية أنديانا الأمريكية، في العام 2014، وفي بداية انطلاقتهما، تحطمت الطائرة بشكل مأساوي، قرب مدينة باغو باغو عاصمة جزيرة ساموا الأميركية، في الثاني والعشرين من شهر يونيو/ حزيران في المحيط الهادئ، ومات الإثنان بطريقة درامية في مياه المحيط، حيث تم العثور على جثة "سليمان" وحدها بدون جثة والده.
حاول سليمان من خلال هذه الرحلة أن يجمع مليون دولار لصالح مؤسسة المواطنين الخيرية بمدينة لاهور في باكستان، لدعم التعليم وبناء مدارس لآلاف الأطفال الفقراء هناك، وصرحت أسرته بأن التبرعات وصلت إلى أكثر من 3 ملايين دولار بعد الحادث.
ثانياً: "جاناكا باسناياكي".. تحدى الحياة .. فمات
جاناكا باسناياكي شاب من سيريلانكا، بمنتصف العشرينات من العمر، حاول أن يدفن نفسه حياً لأطول وقت ممكن داخل حفرة يبلغ عمقها الثلاثة أمتار، مغلقة بشكل محكم بالأخشاب والتراب، بهدف تسجيل رقم قياسي في موسوعة "غينيس"، وبدأ بهذه المغامرة المميتة بالعاصمة الكولوبية كولوبو، في الثالث من آذار/ مارس من العام 2012.
ظل باسناياكي على حاله قرابة السبع ساعات، حتى خشي أهله وأصدقائه أن يحصل له مكروه، وسارعوا حينها بفتح الحفرة التي دفن نفسه فيها، ليجدوه فاقداً للوعي، ثم أعلنوا عن وفاته بعد فترة قليلة، والمثير بالموضوع أن الأطباء لم يستطيعوا معرفة السبب الحقيقي لوفاته إلى الآن.
ثالثاً: "سايلندرا ناث روي".. قتله شعره
سايلندرا ناث روي، مغامر هندي آخر كان على أبواب عقده الخامس من العمر، سجل له شَعره رقيمين قياسيين في "غينيس"، حاول أن يكسرهما بأرقام جديدة، أحدهما عبر تدليه من حبل صنعه من شعره من مبنى لمسافة تقدر بقرابة الـ83 متراً في عام 2007، والآخر في العام 2008 عندما سحب قاطرة سكة حديد باستخدام شعره لمسافة بلغت 2.5 متر.
مرت هاتين المحاولتين على خير، إلا أن محاولته الثالثة كانت هي من جعلته في مواجهة مباشرة مع حتفه، وذلك حين حاول في الثامن والعشرين من نيسان/ إبريل 2013، قطع مسافة 180 متراً بعبوره لنهر "تيستا" في البنغال الغربية باستخدام شعره، من خلال سلك معلق بشكل موازٍ لجسر "التتويج" الواقع بجوار النهر، وأثناء قيامه بذلك، وبعد أن قطع قرابة الـ91 متراً من الطريق، توقف عن الحركة تماماً وظل عالقاً لقرابة الساعة من الزمن، حتى تمكن رجال الإنقاذ من سحبه، وتم إعلان وفاة "روي" فور وصوله المستشفى، إذ صرح الأطباء أنه عانى من نوبة قلبية حادة.
رابعاً: "نيكولاس ميفولي".. تحدى الأكسجين فقلته
نيكولاس ميفولي غواص أمريكي ببداية عقده الثالث من العمر، حاول أن يحطم الرقم القياسي العالمي بالغوص الحر بعمق يتجاوز 71 متراً، وذلك دون أن يستخدم اسطوانة الأكسجين، أو حتى أدوات الغطس التقليدية مثل الزعانف، وذلك في السابع عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2013، خلال المسابقة الدولية للغوص الحر، في أعمق فجوة زرقاء في جزر البهاما بمنطقة البحر الكاريبي.
قام "ميفولي" بهذه المغامرة الخطيرة، وعلى غير ما كان متوقع، نجح بها وحطم الرقم القياسي، حيث تمكن من الغوص إلى عمق 72 متراً، إلا أنه وأثناء رجوعه إلى السطح، بدأ الدم يخرج من فمه بسبب الضغط العالي لمياه المحيط على رئتيه، وفقد الوعي تماماً قبل أن يتم الإعلان عن وفاته بعد ساعات قليلة.
خامساً: "جواد باليزبانيان".. قفز عن 22 حافلة، وقتلته حافة واحدة
وأخيراً، المغامر الإيراني جواد باليزبانيان، صاحب الأربعة والأربعين عاماً، أغوته أيضاً هذه الأرقام القياسية القاتلة، وحاول أن يتحدى نفسه وقوانين الفيزياء لكسر أحدها، وذلك عبر قفزه بدراجة نارية عن 22 حافلة كبيرة، بمسافة تقارب الـ63 متراً، وكانت القنوات التلفزيونية والمحطات الفضائية تقوم ببثّ مغامرته على الهواء مباشرة.
وفي الثامن والعشرين من شهر آب/ أغسطس 2005، تحديداً باستاد "آزادي" الرياضي في العاصمة الإيرانية طهران، نفذ باليزبانيان قفزته الطويلة، والتي ظنّ أنها ستدخله التاريخ، إلا أنه عندما وصل بقفزته فوق الحافلة الثالثة عشر، وقع واصطدم بها، ما أسفر عن مقتله فوراً.
"غينيس" لا ترصد القتلى
وعلى الرغم من أن هؤلاء المغامرين القتلى، قضوا نحبهم تقرباً للمجد في موسوعة غينيس" العالمية، إلا أن الموسوعة لا تعترف أو ترصد هذه المحاولات، التي حدث منها الكثير، وسيحدث منها المزيد طالما هوس الشهرة والأشياء الغريبة موجود في النفس الإنسانية.