"صنع في مكة، صنع في المدينة، وصنع في السعودية"، جميعها مسميات لمشاريع انطلقت بهدف تخليد الثقافة المحلية وملامحها ومقتنياتها، كما تسعى إلى المحافظة على تضاريس الهوية الوطنية من الاندثار، لذا فهي تستحق الدعم.
لا شك أن المنتجات الصينية التي تغزو أسواقنا لم تقم فقط بانتهاك المجال الحيوي والتجاري، بل دلست تاريخنا وطمسته، ومن هنا تكمن أهمية تلك المشاريع لحماية ذلك الجزء من الذاكرة الوطنية.
حلم طال انتظاره:
"صنع في السعودية" حلم طال انتظاره، على الرغم من وجود خطوات أولى ومبادرات لخلق منتج محلي خاصة فيما يتعلق بهدايا الحج والعمرة، إلا أن البعض يرى صعوبة خروج منتج "صنع بالسعودية" للأسواق الخارجية مرجعين ذلك لأسباب مختلفة من بينها ارتفاع سعره!.
(سيدتي) ناقشت أسباب ذلك مع عدد من المختصين والمستثمرين:
ورش حرفية مدعومة:
بينت هويدا سمسم سيدة أعمال مختصة في تصنيع الهدايا والمجسمات، أن السعودية دولة مستهلكة وليست مصدرة وذلك نتيجة افتقارها لورش العمل التي تدعم الشباب في هذا الجانب.
وقالت لـ"سيدتي" نحن دولة مستهلكة وليست مصدرة، نفتقر إلى وجود ورش حرفية نموذجية مدعومة من الجهات المختصة والتجار، وفي حال وجدت فإننا سنخرج بمنتج "صنع بالسعودية" يتماشى مع رؤية2030 لاسيما وأن هناك ملايين المسلمين في الخارج يتشوقون لاقتناء هدايا ومجسمات ترمز إلى بلاد الحرمين".
أسعار مبالغ فيها!
ولفتت سمسم إلى قلة الدعم المقدم من التجار والجهات لهذه المنتجات، وقالت "فمثلا الشركات التي تهتم بمنتجات الحج تفضل شرائها من الخارج وذلك لأن أسعارنا مبالغ فيها، وقد يرجع ذلك لجودة المنتج إضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات الموجودة بالسوق".
نحتاج إلى تسويق المنتج:
أماني نوري ربة منزل، تعمل في مجال صناعة ملابس الصلاة والأحجبة النسائية والسبح، أشارت إلى ضعف التسويق وقالت "نحتاج إلى تسويق منتجاتنا لان عبء التصنيع والابتكار يأخذ معظم جهدنا ووقتنا، لذا نأمل من الجهات المختصة بدعم الأسر المنتجة أن تساعدنا في عملية التسويق من خلال إنشاء مواقع متخصصة".
وأضافت "خاصة وأن التسوق الالكتروني أصبح سمة العصر للسيدات اللاتي يفضلن التسوق عبر المواقع الالكترونية". وبينت أن الشباب بشكل عام يحتاج إلى دعم في البداية، لاسيما وأن لديه القدرة على المنافسة والرغبة في العمل اليدوي، لافتة إلى أن منتجاتهم تجد قبولاً عند عرضها عبر مواقع التواصل وأصبحت تصدر لخارج المملكة.
المنتج المحلي يواجه صعوبات:
أشار الخبير الاقتصادي عصام خليفة، أنه على الرغم من العوائد المرتفعة للمنتجات المحلية إلا أنها تواجه صعوبات وقال "رغم أن هذه المنتجات عوائدها مرتفعة قد تصل لمئات المليارات، إلا أنها تواجه صعوبات تعيق خروجها لدول العالم".
وأضاف "الأسعار مرتفعة -مقابل المنتج المستورد- رغم جودته، لكن ارتفاع أسعار المواد التشغيلية، عمل على صرف المنتجين للاستثمار في ذلك المجال".
"فمثلا شنطة الحاج المستوردة من الخارج التي يأخذها هدية تكلف حوالي 15 ريال، لكن عكس إذ كانت صناعة محلية فإنها ستكلفه 50 ريال" ومع ارتفاع تكاليف الحج التي تصل إلى قرابة 20 ألف ريال لابد من توفير منتج يناسب الحاج لان80% منهم فقراء قضوا عمرهم في جمع تكلفة الحج".
التمور هدية مميزة من أرض الحرمين:
أشار خليفة إلى أن التمور هي أفضل ما يقدمه الحاج كهدية، "لذا لابد من تقديمها بجودة وسعر معقول حتى يستطيع ان يشتريها ويقدمها كهدية، مع عبوات مياه زمزم والتي درأ العديد منهم إلى تقديمها كهدايا".
"صنع في السعودية" منتج طال انتظاره
- أخبار
- سيدتي - ريهام المستادي
- 15 يناير 2018