تقول إحدى الأمثال الفلسطينيَّة: «ستي من غير الوحام مدللة، أجا الوحام زادها دلال»، الوحام والرغبة الشديدة تجاه أحد الأمور الماديَّة أو المعنويَّة إحدى الأمور الشاقة في حياة المرأة التي قد تجعل الرجل يقع في العديد من المآزق أثناء حمل زوجته، ومن الطريف أنَّ بعض الأمور التي تشتهيها المرأة تكون في غاية الغرابة بحيث لا يستطيع الرجل تلبيتها أو تكون مقزِّزة أو فكاهيَّة إلى حدٍ كبير إذا تمَّ النظر إليها عن بُعد.
في التحقيق التالي نستعرض بعضاً من طلبات النساء الغريبة أثناء فترة الوحام على ألسنة بعض الشباب والبنات في المحيط السعودي.
أم عبد الرحمن (40 عاماً)، ربة منزل، تقول: أغرب أنواع الوحام الذي رأيته بأم عيني هو تناول النساء للرماد بعد أن يذوب فحمه ويُصبح رماداً، كذلك الوحام على الأسمنت، والصابون من ماركة «لوكس» خصيصاً.
حنان نور (32 عاماً)، تخبرنا أنَّها تمنَّت أثناء حملها بابنتها الصنف الشعبي المعروف بـالـ«بليلة»، فأصبحت وجبتها الرئيسيَّة في كل الأوقات، كما ذكرت أنَّه من أطرف ما يمرُّ بذاكرتها هو اشتهاء إحدى صديقاتها لرائحة النفايات في الصباح الباكر فكان زوجها يرافقها بشكل شبه يومي في جولتها الصباحيَّة العجيبة.
منى حدادي، موظفة في القطاع الخاص، تقول: أغرب ما سمعت به من محيطي هو رغبة إحداهنَّ المربوطة بتناول الورد وشغفها بطعمه بشكل مبالغ فيه.
معوض العنزي، ضابط عسكري، يرى أنَّ الذكور يقعون ضحيَّة تلك الرغبات المعقدة للإناث، فيقول: رأيت أحدهم يقوم بقيادة سيارته برفقة زوجته بطريقة غريبة أو بما يُسمى بـ«التفحيط » وهو رجل عاقل لا تصدر منه هذه التوجهات وحين أُلقي القبض عليه من قِبل شرطة المرور، ذكر أنَّ زوجته في فترة الوحام وترغب باستنشاق رائحة دخان الإطارات. ورجلٌ آخر أُضطر للقيام بأمر يخالف مبادءه، حيث اشتهت زوجته رائحة «الشيشة»، وهي بالأصل غير مدخنة إطلاقاً، فاصطحبها إلى المقهى للقيام بذلك مرَّة واحدة فقط لكيلا تظهر أي علامات في جسد الطفل.
الرأي الطبي
الدكتور محمد إدريس، طبيب في الزمالة السعوديَّة لطب النساء والتوليد، يخبرنا عن الرأي العلمي في حقيقة وحام الحامل فيقول: الوحام أمر من الحقائق وليس بخرافة، كما يعتقد البعض، فهو يصيب 50 ـ 90% من السيدات، أسبابه بدقة غير معروفة إلا أنَّها مرتبطة بالعاملين النفسي والعضوي لدى المرأة، حيث تتغيَّر هورموناتها وتتغيَّر السوائل والفيتامينات في جسمها ويتغيَّر مزاجها بشكل كبير تبعاً لذلك، وموضوع الوحام تجاه أحد الأطعمة هو مجرد شهيَّة ازدادت. وبحسب الدِّراسات العلميَّة فإنَّ 15 ـ 20% من النساء تبقى معهم فترة الوحام حتى الثلث الأخير من الحمل وقد تستدعي بعض الأعراض الخطيرة لدى بعض النساء إلى تدخل طبي كالقئ المستمر، وفيما يخص العلامات التي تظهر في أجساد بعض الأطفال التي يُفسرها كثيرون أنَّها بسبب حالة وحام المرأة تجاه أمر معيَّن ولم تُلب، فهذا أمر خاطئ، إذ تعود بعض تلك العلامات إلى حدوث أمرٍ ما في الأوعية الدموَّية أو صبغة الجلد أو ضعف في إحدى الفيتامينات والمعادن ويتم علاجها أو الشفاء منها تلقائياً مع مرور الوقت، أما اشتهاء أمور غير معقولة ومضرة فيجب ألا يستجاب للحامل حينها أو تدليلها لأنَّه سيضرها أو يضر الجنين.
حقائق
وفقاً لموقع (Madeformums) وفي دراسة أجرتها الأمهات الصحافيات في بريطانيا فإنَّ 75% من النساء يُعانين من فترات الوحام، كما أنَّ 17% منهنَّ يشتهين التهام مادَّة الفحم بشكل غير طبيعي.
ووفقاً للدكتور محمد الحناوي، استشاري أمراض النساء والتوليد وعضو الجمعيَّة المصريَّة للخصوبة، فإنَّ حالات التمني الغريبة للنساء أثناء الوحام كتناول المنظفات والأوساخ أو معجون الأسنان أو الطباشير قد تحدث عندما تكون المرأة تحت سن العشرين عاماً أو عند وجود تاريخ مرضي للعائلة أو بسبب حدوث ذلك في طفولة المرأة بشكل متكرِّر.