انتشر مؤخراً بين الناس وحجاج بيت الله الحرام مايعرف بـ«جدول يوم عرفة»، وهو عبارة عن مقترحات للعبادة، يتعين على الشخص القيام بها في هذا اليوم العظيم، الجدول أخذ اهتماماً كبيراً من قبل البعض منهم من زاد فيه أو نقص؛ رغبة منه في نشر الخير وتشجيع النفس على طاعة أكبر.
هناك من العلماء من يروي أن هذا الجدول محدد بوقت زمني معين، رغم احتوائه على أعمال صالحة دل عليها الكتاب والسنة، إلا أن جدولتها بهذه الطريقة ليس عليه «أثارة من نبوة»، ولم يجدولها للناس من هو أحرص منا على الخير.
شكل من أشكال البدعة
أوضح الشيخ الدكتور عيسى السعدي أستاذ العقيدة بجامعة الطائف «أن هذا التحديد لاينبغي، بل يجب الحث على الطاعة وذكر أنواعها دون تخصيص ذلك بجدول».
وبين أن ذلك قد يكون شكلاً من أشكال البدعة التي تبدأ عادة بالحماس لطاعة معينة، رغبة من الشخص في التقرب إلى الله مع تحديد ذلك بوقت ومكان، إلا أنه لم يرد دليلٌ عليه.
وقال: «عُرِف عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، الاجتهاد بالدعاء في يوم عرفة، ولم يرد الالتزام بجدول وتحديد الطاعات في هذا اليوم بأوقات وكلمات معينة».
يوم عرفة ليس له عبادات خاصة
من جهته بين الشيخ الدكتور بسام العطاوي أستاذ السنة وعلومها بجامعة الدمام، أن جدول يوم عرفة الذي ينشره بعض الناس ويقترحون فيه توزيعات معينة ومطويات وأذكاراً، هو نوع من البدع.
وقال: «يوم عرفة ليس له عبادات خاصة».
وأضاف: «اجتمع الناس يوم عرفة في المسجد النبوي بعد العصر يدعون، فخرج نافع مولى ابن عمر فقال:
«أيها الناس، إن الذي أنتم عليه بدعة وليست بسنة، إنا أدركنا الناس –ويعني الصحابة- ولايصنعون مثل هذا».
عدم جواز تخصيص جدول في يوم عرفة
وأوضح الشيخ مبارك العساف أنه ينبغي لكل مسلم ومسلمة ألا يخصص يوم عرفة بعبادة لم يشرعها الله عز وجل، ولم يشرعها النبي عليه الصلاة والسلام كما ينتشر عند الناس في وسائل التواصل الاجتماعي مايسمى بـ«جدول يوم عرفة»؛ معتبراً أنها بدعة منكرة، وعلى الناس ألا يحدثوا في دين الله ماليس منه، مستشهداً بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «إياكم ومحدثات الأمور فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار»، مؤكداً عدم جواز تداول ونشر جدول يوم عرفة؛ لأنها من البدع المنكرة.
البعض يحرص على الخير بهدف زيادة الأجر
واعتبر الشيخ زيد البحري إمام وخطيب جامع الشيخ خليل السبعان، أن البعض من الناس حريص على الخير؛ لما في قلبه من حب الأجر وتحصيل الثواب من الله عز وجل، لكن ربما أنه يقع دون أن يشعر فيما لم يشرعه الله ولم يشرعه رسوله عليه الصلاة والسلام.
وقال: «قد يضع البعض جدولاً في الأيام الفاضلة كرمضان أو الحجة أو عاشوراء أو غيرها، ويضع جدولاً يومياً محدداً بالساعات بل، وقد يحث الناس على فعل ذلك بأن يحدد ساعة معينة في ذكر عدد من الاستغفار أو الأذكار، أو أنه يخصص بعض الصدقات في ساعات يومه».
واستطرد: نحن نقول «عليك يامسلم أن تحرص على عبادة الله عز وجل؛ لكن عليك أن تفعلها على مقتضى ماجاء به الشرع حتى لا نقع في البدعة»؛ ولكن مثل هذه الجداول التي يخصص لها بعض الأوقات فقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام منها، كما في صحيح مسلم «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
