يقبل المغاربة في السنوات الأخيرة بشكل لافت على شراء تورتة للاحتفال ليلة رأس السنة، حيث تعرف محلات بيع الحلويات صخباً ورواجاً غير عادي في نهاية السنة الميلادية، ويتسابق المغاربة بشكل ملحوظ نحو هذه المحلات، التي تتفنن في صنع كل الأشكال لحلوى الاحتفال.
"سيدتي نت" استقصت بعض الشهادات لتعرف سر هذا الإقبال اللافت على تورتات يوم رأس السنة.
احتفال بكل المناسبات
"أشتري الحلوى من دون أية مناسبة" ، هكذا بدأ الفنان المغربي فيصل عزيزي حديثه لـ "سيدتي نت":
لا أومن ببابا نويل ولا بغيره من شخصيات الأساطير الإنسانية، أحتفل بجميع المناسبات.. ما دام ذلك يدخل السرور ويغير الروتين الممل.
آمال المنصوري، صحافية، ترى أن الآراء في المغرب تختلف حول الاحتفال برأس السنة الميلادية، فمنهم من يعدّ المناسبة غريبة عن ثقافتنا، ومنهم من يرى هذا الحدث فرصة للانسلاخ عن الذات والاحتفال، لأنه يخلد محطة جديدة في الحياة.تقول:
مناسبة رأس السنة، فرصة لاستحضار إنجازات السنة بإيجابياتها وسلبياتها، وهي فرصة أيضاً لمحاسبة الذات و تسطير المستقبل بما يتيح من إمكانية عدم السقوط في الأخطاء التي وقعت سلفاً، وهي أيضاً مناسبة لطي سجل سنة مضت وفتح سجل سنة أخرى. أفضل أن يجرى الاحتفال بشكل عادي، من دون بهرجة وسط الأهل والأحباب من خلال التحضير لها مسبقاً، مثل شراء الحلويات أو تحضيرها في المنزل، و تبادل التهاني مع الأصدقاء والأحباب.
سارة علوي التجاني طالبة في المعهد الدولي العالي للسياحة بطنجة تقول: إنها لا تجد سبباً قاطعاً لإقبالها على تورتة، وتعود وترى أنه ربما لأن كل محلات الحلويات تعرض أشكالاً جميلة ومبتكرة للتورتات تغري بالشراء، ولا تجد ضرراً في أن تبصم نهاية سنة وبداية أخرى بشيء حلو.
تورتة ملكية
ندى فؤادي، طالبة، التي تبدع في شكل التورتات وتمنحها نفساً وروحاً وملامح فلها حكاية أخرى تقول: عادة كنا نشتري تورتة رأس السنة، لكن السنة الماضية حضرت واحدة واشترينا أخرى، بما أن الطلبية تكون بالأرقام، فلقد منحنا صاحب المحل تورتة أخرى بالخطأ، لم ترق لنا فاضطرت كل العائلة أن تأكل من التي حضرتها؛ لذا قررت أن أحضرها كل سنة بل أكثر من ذلك التحقت بمعهد لتعلم صنع الحلوى، وهذه السنة سنحيي نهاية السنة بتورتة ملكية "رويال" من صنع يدي.
البستاني لطفي ميمون لم يكن يهتم بالاحتفال قبل الزواج، كما يقول لكن الآن بعد أن كون أسرة فإنه يحتفل بالمناسبات منها السنة الهجرية والميلادية، ونزولاً عند رغبة زوجته يشتري التورتة ويعدّ مبادرتها جميلة، لأنهما يعيشان برفقة طفلهما لحظات جميلة تكسر الروتين اليومي.
علم النفس
تقول الأخصائية في علم النفس رفيف الشيخلي: يمكن إرجاع سبب شراء كعكة رأس السنة الميلادية لعدة أسباب، أهمها: أن الاحتفال بالسنة الميلادية يعدّ مهماً لكون كل تواريخنا المهمة نحددها بالتقويم الميلادي، من أعياد الميلاد وتواريخ الزواج، وبدايات الدراسة والامتحانات.. إلخ.
والاحتفال عن طريق شراء الكعكة لا يقتصر في الحقيقة فقط برأس السنة، بل إن أغلب المناسبات تكون فيها الكعكة حاضرة بقوة، كحفلات الميلاد والزواج والنجاح، وذلك لرمزيتها إلى الفرح المشترك ، فنادراً ما يحتفل شخص بمفرده بالكعكة، فالكعكة هي بطريقة أو بأخرى الرغبة في اقتسام الفرح مع الآخرين، و أيضاً يمكن إرجاع سبب أهمية الكعكة للتقليد، إذ من المعروف أن الناس مقلدون ويحبون تقليد مظاهر الآخرين، ما يبعد عنهم الإحساس بالانفراد أو النقص!، وقد يكون يولد الطابع الاحتفالي للكعكة بأماني من يشترونها ورغبتهم في قضاء أوقات تنسيهم ما يزعجهم ويحزنهم، وآمالهم بأوقات أخرى أفضل في المستقبل.