للوطن في قلب الإنسان مكانة خاصة، فليس ثمةً مكان أغلى منه، وكما قال بعضهم: انتماؤنا لأوطاننا كانتمائنا لأمهاتنا. ولكلٍ طريقته في التعبير عن حبِّ الوطن والولاء له في اليوم الوطني السعودي.
«سيدتي» التقت عدداً من فناني الجرافيت، وتعرَّفت على طريقتهم في التعبير عن حبِّ الوطن من خلال أعمالهم الفنيَّة.
الوطن بأعيننا
بداية أوضح محمد حسنين (20 عاماً)، أنّه فخور جداً بمشاركته الأولى العام الماضي، في فعاليَّة على مستوى السعوديَّة، حيث عبَّر من خلال الجرافيتي عن انعكاس الوطن في عيون أبنائه، فالخير والسلام الذي يعم أرجاء الوطن انعكس رضا على المواطنين وسعادتهم.
عطاء المرأة السعوديَّة
وتُخبر الفنانة مريم أبو شال (25 عاماً)، أنَّه تبادر إلى ذهنها العام الماضي فكرة التعبير عن اليوم الوطني السعودي، فصادف أن قام أحدهم بتخفيض في أسعار «البخاخات» أو الألوان الخضراء، حينها طرحت فكرتها لمجموعة من الأصدقاء المبدعين في ذلك المجال واختارت من «حي الروضة» مكاناً لتنفيذ تلك الجداريَّة التي عبَّرت من خلالها عن المرأة السعوديَّة المعطاءة كلون علم بلادها.
التعبير بلوحة وأغنية
ويقول عبد الله الأنصاري (27 عاماً)، فنان تشكيلي بأصالة الخط العربي: من الطبيعي أن يُسخر الفنان موهبته في خدمة وطنه، بل ويجب عليه ذلك شكراً وامتناناً، وذكر أنَّه قد أدَّى العام الماضي لوحة جداريَّة تحوي تشكيلاً فنياً بحروف لتكوين كلمات الأغنية الشهيرة التي غناها الفنان الراحل طلال مداح: وطني الحبيب، وهل أحب سواه، كما أنَّه يرغب بتكرار التجربة السنة الحالية، حيث سيقوم بأداء عمل آخر لليوم الوطني خصيصاً بفكرة تتوافق مع أهداف الرؤية السعوديَّة 2030.
دافع شخصي
ياسر عبد الحميد (26 عاماً)، رسام جرافيتي ورسوم كارتونيَّة، ذكر بأنَّه شارك مع زميلته مريم مع مجموعة من المتطوِّعين كبادرة للتعبير عن الانتماء الوطني بأبسط الأفكار والأدوات في حديقة عامَّة حتى وإن لم يُلاق الأمر بترحيب كبير، فالأمر نابع من دافع شخصي داخلي، وأخبر أنًّ رسمته تشير إلى اللون الأخضر وارتباطه بالانتصار. وقاموا بمونتاج مقطع فيديو يتضمن تلك الرسومات كإهداء للوطن في يومه، كما ذكر أنَّه شارك في ذات الحدث لليوم الوطني السعودي قبل أعوام عديدة في مهرجان الجنادريَّة المُنظم من قبل هيئة السياحة والتراث، فحصد حينها إقبالا كبيراً.
الألوان للتعبير عن حبِّنا منذ الصغر
حسام يماني (22 عاماً)، فنان جرافيتي ومصمم داخلي، عبَّر عن حبِّ الوطن قبل أربع سنوات، من خلال بعض لوحات الجرافيتي واللوحات الثلاثيَّة الأبعاد أثناء مشاركته في معرض أُقيم في مول العرب من قِبل وزارة التربية والتعليم، ويقول حسام: نحن لا نستطيع التعبير من خلال الكلمات، لكننا نستطيع التعبير من خلال الألوان، وعلى الرغم من أنَّ تلك التجربة كانت قديمة إلا أنّني أنوي تكرارها مرَّة أخرى، لكن بشكل أكثر مهنيَّة واحترافيَّة لتصل للعالميَّة.
دعماً لرؤية السعودية 2030
رغد العطيشان، فنانة تشكيليَّة وجرافيتي، إحدى المشاركات في معرض مساحة وطن لعام 2016م لليوم الوطني السعودي، تصف تلك التجربة بالممتعة جداً وترغب بتكرارها في هذا العام، حيث شاركت بدعمها للرؤية الوطنية 2030 وكلها تفاؤل بصفتها مواطنة سعوديَّة، وتتطلع أن تزيد تلك الرؤية من المساحة الأنثويَّة على كافة الصعد والمجالات.
واجب ومطلب
حسين الخضري (43 عاماً)، فنان تشكيلي، عمل لمدَّة خمس سنوات متتالية للأحداث الوطنيَّة المختلفة، ويرى أنَّ ذلك مطلب رئيسي من كل مواطن أن يساهم في تلك الأحداث تعبيراً عن وطنيته وانتمائه، واستخدم في جداريته الأخيرة حروف اسم الملك سلمان وبعض الكلمات الوطنيَّة لتكوين المعنى، وأشاد بالقوة والإقدام من خلال استعمال رمز «الفرس»، كما نوَّه في رسمته إلى ديناميكيَّة الحركة والتغيير والتقدُّم، التي حدثت في العهد الحالي من الحكم الملكي، وذلك من خلال اللباس الذي ارتداه خادم الحرمين الشريفين.