النشيد الوطني بلا شك هو مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن، يلامس مشاعر الحماس ويوقظ حب الوطن والانتماء داخل كل فرد في مجتمعه، وهذا حال السعوديين أيضاً في يومهم الوطني، إذ يحضر النشيد الوطني ويصدح عالياً في كل المناسبات والفعاليات، التي تقام احتفالاً باليوم الوطني السعودي.
ولكن ما لا يعلمه الكثير من السعوديين أن النشيد، الذي يحفظونه عن ظهر قلب، ويرددونه بطلاقة، يحوي أخطاء توارثوها عن أجيال سبقتهم، بعضها أخطاء بالأداء، وأخرى إضافات فرضت نفسها على النشيد وهي لا تمت له بصلة.
وربما يحتاج الكثير من القراء الآن مراجعة النشيد مع أنفسهم، والتحقق من الأخطاء الشائعة الآتية:
- يخطئ أغلب الطلاب والرياضيين وغيرهم في البيت الثالث من النشيد "وارفعي الخفاق أخضر"، بإضافة "ألف ولام لكلمة أخضر"، ليصبح "وارفعي الخفاق الأخضر"، كما أن البعض ينطقها "الخضر" بلهجة عامية، وهو ما يكسر وزن البيت، ولا يستقيم مع موسيقاه.
- بينما يتمثل الخطأ الثاني في البيت "موطني عشت فخر المسلمين"، وذلك بزيادة كلمة "قد"، التي تغير الدلالة إلى تحقيق الماضي، وربما توحي بانقطاعه عن الحاضر في قولهم: "موطني .. قد عشت فخر المسلمين"، وهذا الخطأ الشائع نجده منتشراً بين الرياضيين والمنشدين على تسجيلات "يوتيوب"، وحتى طلاب المدارس يرددونه في تحية الاصطفاف الصباحي كل يوم وكأنه جزء من النص دون النظر إلى الدلالة وتغيرات المعنى.
- الخطأ الثالث في البيت الأخير "عاش الملك للعلم والوطن"، ويقع في كلمة "الملك"، التي يشبعها الكثير من المرددين بالكسرة حتى صارت ياء، وينطقونها "المليك" رغم أن الدلالة هنا لم تختل.
- الخطأ الذي لا يختلف اثنان على أنه دخيل على النشيد هو إضافة "طن ططن" على نهاية النشيد؛ تعبيراً عن فرط الحماس خلال الأداء، تلك الإضافة الطريفة، التي لا تخلو من براءة أطفال المدارس وضحكات عفوية أثناء نطقها، تحتاج لاهتمام وجدية من قبل التربويين بشكل خاص.
مبادرة تصحيح النشيد الوطني:
قد يرى البعض هذه الأخطاء بسيطة ولا تذكر في تأثيرها على النشيد، إلا أن هناك آخرين لا يجدون مبرراً للسكوت عنها وتناقلها بهذه الصورة، وأن النشيد الوطني يستحق وقفة تصحيح؛ احتراماً له وحفاظاً على هذا الموروث الوطني.
وفي خطوة فاعلة نحو تصحيح تلك الأخطاء، التي كثرت وانتشرت على ألسنة مرددي النشيد، أطلقت هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي ممثلة بتلفزيون الدمام، ومن خلال نادي أطفال تلفزيون الدمام، مبادرة تصحيح أخطاء النشيد الوطني، والتي تهدف إلى تعليم الأطفال مجموعة من المبادئ الأساسية من خلال الأغاني، وتعليمهم أيضاً المفردات الصحيحة لنشيدهم الوطني، ثم التوسع لنقل موروثهم وهويتهم للعالم من خلال الأغاني.
وأوضح محمد البادي "مدير نادي أطفال تلفزيون الدمام" لـ"سيِّدتي نت" أن المبادرة، التي انطلقت منذ مدة من خلال فرقة "عندي حلم"، حيث شكلها ويشرف عليها الشاعر محمد الحريري، تضم تسع فتيات تم تدريبهن على أداء النشيد الوطني بطريقة صحيحة وسليمة، وأضاف: لاقت المبادرة اهتمام العديد من الجهات والبرامج السعودية، وكذلك تعليم الشرقية الذي شارك بالمبادرة، حيث كانت للفرقة جولات في أماكن تجمع الأطفال كالمجمعات والأسواق التجارية من خلال فعاليات متنوعة، وأداء وشرح لأخطاء النشيد وتصحيحها، وتمت استضافتها في عدة قنوات لتسليط الضوء على الدور الذي تقوم به والتعريف عليه.
وختاماً، عبر البادي عن سعادته بالمبادرة، واعتبرها واجباً وطنياً، موضحاً أنها ستستمر حتى حفل الختام، الذي سيقيمه تلفزيون الدمام في اليوم الوطني السعودي، وسيشمل عدداً من الفعاليات والفقرات بهذه المناسبة، وقال: هذا نشيدنا الوطني مصدر فخرنا واعتزازنا، ويشرفني أن أكون جزءاً من عمل يعمل على احترام النشيد والاهتمام به، وأدعو الجميع للاهتمام ودعم المبادرة وتفعيلها كل من خلال مجاله.