يرفض بعض الفنّانين توظيف أعمالهم في ديكورات البيوت، وذلك لأنهم يرون أنّ اللوحة هي فنّ قائم بذاته ولا علاقة لها بـ"ديكورات" المنازل. ولكن الحقيقة غير ذلك بالتأكيد، نظرًا إلى أن الإثنين يرتبطان بعلاقة وثيقة، وأنّ أحدهما يدعم الآخر، والأعمال الفنيّة تجمّل ديكورات المنزل، مع مراعاة الآتي:
1. يجب دراسة اللوحة جيّدًا لناحية الألوان والخطوط، نظرًا إلى أنّ تكرار ألوانها في قطع الأثاث والـ"اكسسوار" يمكن أن يزيد من تأثيرها على الناظر. فإذا كان الأسود والأبيض هما الغالبان على اللوحة مثلًا، فإنّ استخدام وسائد أوأرضية أو ستائر بهذين اللونين هو الاختيار الصائب الذي يدعم الـ"ديكورات" ويساهم في إنجاحها. كما أن اختيار مزهريّة أو منضدة بنفس الخطوط، سواء المنحنية أو المستقيمة المتكررة في اللوحة، يساعد في زيادة التركيز البصري على الأخيرة، وكأنها الصدى الذي يعيد الترددات ويزيد من قوتها.
2. من الضروري الحفاظ على توازن الألوان في الغرفة؛ إذا كان الأبيض هو الطاغي على اللوحة، فيما يحتلّ الأحمر حيّزًا صغيرًا في تفاصيلها، فإنّ اختيار الأريكة البيضاء مع وسادة حمر هو المفضّل، وذلك لأنه يساعد في حفظ التوازن والتناغم في ألوان الغرفة.
3. إن اختيار مجموعة من اللوحات لنفس الرسام أو لرسّامين يعتمدون نفس الأسلوب وذات المدرسة الفنية، مع وضعها متقاربة مع بعضها، يمكن أن يُحدث تأثيرًا إيجابيًّا ويجذب عين الناظر إلى أول لوحة ثم الثانية والثالثة . ثمّ، يعود للنظر إلى الأولى وهذا أفضل بكثير من وضعها في أماكن تكون فيها الواحدة بعيدة عن الأخرى. كما أن اختيار أعمال فنيّة بأساليب مختلفة يمكن أن يُزيع النظر ويُشتت الذهن.
4. تساعد طريقة توزيع الأثاث في زيادة جماليّة اللوحة. مثلًا: إنّ اللوحة قد تبدو جذابة لو وضعت على الجدار، ولكنّ الأريكة المناسبة التي تُصفّ تحتها على الجدار يمكن أن تزيد من تأثيرها وتحدد مكانها وتجذب إليها النظر، تمامًا مثل الخطّ الذي نضعه تحت إحدى الكلمات في الجملة.
5. إن توحيد اللون في الأرائك والوسائد والأرضيات والستائر يمنع تشتت النظر، ويجعل من اللوحة نجمة المكان المضيئة، ويضيف عليها المزيد من الألق.
6. ليس ضروريًّا أن تكون اللوحة على الجدار، بل يمكن ركنها جانبًا أو وضعها على المنضدة أو حافات النوافذ، وحتى طبعها على الوسائد والستائر.
7. لا يختلف اثنان على أهمية الضوء بالنسبة إلى اللوحة الفنيّة، وهذا ما يدعو قاعات العروض إلى تسليط أضواء كاشفة على كلّ لوحة في المعرض. إن تسليط أضواء ناعمة على اللوحة ووضع نقاط ضوئية على أسفل أو أعلى اللوحة يمكن أن يزيد من تأثيرها على الناظر ويحدد تفاصيلها ويذب إليها الإنتباه.
هل أعجبكم الموضوع؟