يجهل كثير من الآباء ضرورة مد أطفالهم بالعاطفة والحنان من خلال التعامل معهم بأسلوب لطيف واحتوائهم ومعانقتهم لإشعارهم بالمحبة والطمأنينة، وتطوير عقولهم، وجعلها تنمو بصورة أفضل، وذلك بحسب دراسة جديدة.
حيث يسهم هرمون "أوكسيتوسين" الذي يُطلق عليه العلماء اسم "هرمون الحب" بشكل أساسي في تطور الدماغ الجنيني، وبشكل أكثر تحديداً، يلعب هذا الهرمون دوراً في تشكيل الأوعية الدموية في الغدة النخامية التي تسيطر على عمليات فسيولوجية عدة، مثل: الإجهاد، والنمو، والتكاثر، لذا عند المعانقة بين الأب وابنه، يطلق الجسم ذلك الهرمون، ما يساعد في نمو عقله بطريقة سليمة وصحية. بحسب موقع "ديلي هيلث بوست".
وتفسر دورية "سايكولوجي توداي" دور "هرمون الحب"، بأنه يقوم بتيسير الترابط بين أولئك الذين يشتركون في خصائص متماثلة، كذلك يحفز مراكز المتعة، وهو الأساس العصبي للترابط الاجتماعي، كما أن هذا الهرمون يزيد من الشعور بالثقة في جميع أنواع العلاقات الإنسانية.
وتمت تسمية هرمون الأوكسيتوسين بعديد من الأسماء الأخرى مؤخراً، منها: هرمون العناق، عناق الكيميائية، هرمون النعيم، وذلك منذ أن بدأ الباحثون في الكشف عن آثاره على السلوك، بما في ذلك دوره في الحب، بالإضافة إلى الوظائف البيولوجية، ومنها الإنجاب لدى الإناث. وبعد عديد من الأبحاث تبين أن "الأوكسيتوسين" يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات، مثل التوحد، كما كشفت البحوث عن التأثيرات المفيدة لهذا الهرمون في التخلص من القلق، والإغاثة، والاستنساخ، والحب، وهو ما قاد العلماء لوصفه بأنها واحد من "أنظمة معدل العصبية الواعدة في الدماغ لتدخل العلاج النفسي وعلاج عديد من الأمراض النفسية، على سبيل المثال الرهاب الاجتماعي، مرض التوحد، واكتئاب ما بعد الولادة".
كما كشفت دراسة بحثية في علم الأدوية النفسية عام 2011 أن "الأوكسيتوسين" يحسِّن التصور الذاتي في المواقف الاجتماعية، ويضخم سمات الشخصية، مثل الدفء والثقة والإيثار والانفتاح.
جدير بالذكر، أن هناك عديداً من الفوائد للعناق حتى للكبار، منها:
1- عندما نتعانق، يُفرز هرمون الأوكسيتوسين "هرمون العناق" من المخ، وهو ناقل عصبي يؤثر على الجهاز الحوفي "المركز العاطفي"، ما يعمل على تقوية العلاقة بيننا وبين شركائنا.
2- يساعد العناق على استرخاء عضلات الجسم.
3- يحفز العناق على إفراز الإندورفين المخفِّف للآلام، الذي يعمل على سد طرق انتقال الشعور بالألم.
3- يساعد العناق على زيادة إفراز الدوبامين من الدماغ، ومن المعروف أن مستوى الدوبامين قليل عند الأشخاص الذين يعانون من داء باركنسون "Parkinson’s disease"، أو من يعانون من الاكتئاب.