اليوم الوطني السعودي، مناسبةٍ للتعبير عن حب الوطن، والولاء له، يومٌ تتوشَّح فيه القلوب قبل الأماكن باللونين الأخضر والأبيض، وترفرف فيه الأعلام، وتعلو الأهازيج والأغاني الوطنية. وفي تظاهرة حب ووفاء، تشهد الشوارع وأماكن الاحتفالات هديراً بشرياً، خاصة من فئة الشباب الذين يرتدون أزياء وإكسسوارات لا يخلو بعضها من الغرابة والطرافة.
"سيدتي" رصدت لكم جانباً منها في التقرير التالي:
الشباب والمراهقون غالباً ما يدفعهم الحماس في هذه المناسبة الوطنية إلى تجاوز حدود المعقول بابتكار أمور غريبة ولافتة للنظر، وعن ذلك يقول معاذ بخيت: "يتنافس الشباب في الشوارع، وفي أماكن الاحتفالات الرسمية في الظهور بشكل مختلف في هذا اليوم، ولا يترددون في استخدام بخاخات التلوين، وارتداء قبعات الشعر حتى يصبح الواحد منهم أقرب إلى المهرج، فيما يهتم آخرون بإكسسوارات السيارة عبر طلائها باللون الأخضر، أو استخدام الملصقات والأعلام لتغطيتها كاملاً، وهو ما يفسر الازدحام على محلات زينة السيارات على الرغم من أن الظاهرة لم تعد لافتة كالسابق بعد التحذيرات الصادرة من إدارات المرور بمنع تلك التجاوزات، والتهديد بتعرض المخالفين إلى غرامات مالية".
في حين قال معتز خضر: "من الطقوس العجيبة التي يقوم بها الشباب في هذا اليوم، الرقص بطريقة هيستيرية وسط الشوارع والأسواق، ومضايقة المارة، وارتداء ملابس وأقنعة غريبة، حيث يقوم بعضهم بارتداء الشورت، أو البنطلون مع الثوب، في حين يقوم آخرون باصطحاب حيواناتهم كالكلاب والقرود والضبان كنوع من الإثارة".
احتفالات البنات
الفتيات أيضاً لهن طقوسهن في التعبير عن حب الوطن والولاء له، وعن ذلك تقول مشاعل الربيعان: "يفرض اللونان الأخضر والأبيض وجودهما على اختيارات الفتيات من المكياج والملابس والإكسسوارات، فلا عجب أن ترى فتاة ترتدي عدسات خضراء، أو تضع مكياجاً صارخاً باللون الأخضر للعيون، أما الملابس فغالباً ما تفضل الفتيات ارتداء العباءات والجلابيات التراثية المزيَّنة باللون الأخضر، والشالات الخضراء، والإعلام الوطنية، هذا فضلاً عن الإكسسوارات المتنوعة كالأساور والخواتم والبروشات وربطات الشعر".
وأكدت خبيرة "الميك آب" سمر الرشيد أنها تتلقى طلبات خاصة بالمكياج في هذه المناسبة مع الحرص على اعتماد درجات اللون الأخضر عبر تطبيق المكياج المائي الذي يمتاز بألوانه القوية وقدرته على منح البشرة والعينين بريقاً لافتاً.
حلويات العيد الوطني
وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي بهذه المناسبة تنافساً كبيراً في عرض أجمل الإكسسوارات وأفضل المستلزمات للاحتفال باليوم الوطني، و"تتزيَّن" كثير من الحسابات باللون الأخضر، وتضع صور القيادة، والعلم السعودي، كما تشتد المنافسة بين الطاهيات والهاويات في "إنستجرام" لتقديم ألذ الطبخات والحلويات والمخبوزات لجذب الزبائن، حيث يقمن بصنعها بأشكل جذابة وألوان تناسب أجواء الاحتفال باليوم الوطني، هذا إضافة إلى دخول محلات الحلويات الشهيرة على الخط، حيث تشارك زبائنها في المناسبة، ويكون لها نصيب كبير من الإقبال الجماهيري.
وحول طلبات الزبائن في اليوم الوطني، قالت أم طلال، التي تملك حساباً خاصاً في "إنستجرام": "خلال السنوات الماضية تلقيت بعض الطلبات الخاصة بمناسبة اليوم الوطني، اشترط أصحابها أن تكون باللونين الأخضر والأبيض، وأن تحمل حروف السعودية باللغة الإنجليزية، وشعار السيفين والنخلة".
محلات الإكسسوارات
وأشار محمد فلاح، بائع في محل لبيع القرطاسية، إلى أن المحل يشهد إقبالاً كبيراً من قِبل المواطنين، خاصةً من فئة الشباب والأطفال لشراء الإكسسوارات والمستلزمات الخاصة بالاحتفال باليوم الوطني من أعلامٍ، وقبعات، وبالونات، وأصباغٍ للوجه، وإضاءات، وصور ذات أحجام مختلفة للقيادة، في مقدمتها صورة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وقال فلاح: "إن تنوُّع الإكسسوارات الخاصة باليوم الوطني، يعطي المشترين خيارات أوسع لاختيار ما يناسبهم، وغالباً ما تتفاوت أسعارها بحسب القطعة المطلوبة ومدى توفرها".
احتفالات خاصة
وفي الوقت الذي تفضِّل فيه بعض الأسر السعودية الخروج من المنزل للاحتفال باليوم الوطني، والمشاركة بشكل جماعي في التعبير عن فرحتها بهذه المناسبة الغالية، تتجنب أسر أخرى ذلك لتفادي ازدحام الشوارع والفوضى التي يثيرها بعض الشباب، وحول هذه النقطة تشاركنا الحديث أم وليد، ربة منزل، قائلة: "في أجواء أسرية خاصة، نستعد للاحتفال باليوم الوطن، وفيه نحرص على تزيين البيت السعوديةوسط الأهازيج والأغاني الوطنية مع الحرص على استعادة تاريخ السعودية مع أبنائنا ومجدها، والتحولات الحضارية التي حصلت، وما ينتظرهم من دور في صناعة ملامح المستقبل".