كيف يمكن للمال أن يعبث بالنفوس، وأن يطمس جلّ القيم والأخلاق والعلاقات الإنسانية للناس، حتى أنه قد يصل إلى القتل بهوس غير مسبوق بالدنانير والقصور وحياة الرفاه المادي، وبالنهاية من الممكن أن يكون هذا الشيطان الصغير، خدعةً أو كذبةً تطيح بالكثير من الصور والعلاقات، هذا ما قدمه العرض البحريني "المهاجر" الذي أعده وأخرجه جاسم العالي، في رابع أيام مهرجان عشيات طقوس المسرحية بدورته العاشرة، على خشبة مسرح أسامة المشيني في منطقة جبل اللويبدة بالعاصمة الأردنية عمان.
حكاية العمل
يعرض العمل المقتبس عن مسرحية الكاتب العالمي جورج شحادة "مهاجر بريسبان"، حكاية الطمع وإلى أين قد يؤدي، حين يموت أحد الغرباء على أبواب القرية، والعثور على وصية في جيبه تبين أنه كان يبحث عن ابنه الضائع منذ سنوات طويلة، وهنا، تبدأ الإشاعات تتناقل بين سكان هذه القرية بأنه يخبئ ورثة وأموالاً طائلة، وعلى جانب آخر يتم اتهام بعض النساء بالقرية أنهن كنّ على علاقة سابقة بهذا الغريب، الأمر الذي يجعل الأمر مختلطاً بين الشعور بالطمع لكسب هذا المال، وبين الاتهامات التي تُلقى جزافاً بشرف تلك النساء، حتى يصل الأمر إلى قتل إحداهن على يد زوجها، لينتهي العمل، بأن هذا الغريب الذي مات على أعتاب القرية، كان قد أخطأ عنوانه وطريقه، وأنه كان يريد الذهاب إلى قرية أخرى، تاركاً بعد رحيله وظهور الحقيقة، سكان هذه القرية الصغيرة التي وقعت فيها كل هذه الأحداث، أمام واقع مليء بالشر، حيث عرتهم جثة الغريب أمام حقيقتهم.
العمل من الداخل
لعل الكلام قد يطول عند الحديث عن العمل البحريني من جميع عناصره المسرحية، فما بين الرؤية الإخراجية للعالي، والأداء التمثيلي للفنانين المشاركين، بين الإضاءة والديكور والسينوغرافيا عامة، وبين ما قدمته هذه العناصر في وحدة العمل الكاملة يصاغ الكثير للحديث عنه.
الممثلين..
وقع الممثلين في العرض البحريني، بالعديد من المحظورات المسرحية، والتي بدورها قللت من متعة وقيمة العمل المسرحي، فلم يستطع معظمهم التعامل مع ردود الفعل الدرامية التي تتناسب مع المشاهد، ومن جهة أخرى كان أدائهم مبالغاً فيه معظم الوقت، ما أعطى ردود فعل خاطئة أخرى، ما قلل من الحالات الدرامية الإنسانية، إضافة إلى أن الكثير من الحوارات والمنلوجات كانت غير واضحة بسبب تأديتها بطريقة لا تتناسب مع الحالة الدرامية، وعلى جانب آخر محاولاتهم في تقديم مشاهد ومواقف كوميدية، ذهب فيهم إلى التهريج أحياناً، بدلاً من الكوميديا.
محظور آخر سقط فيه الممثلون في العرض البحريني، أدت في الكثير من الأحيان إلى قولهم جملاً بمعنى مختلف تماماً عما أرادوه، وهذا المحظور كان أخطاءهم اللغوية والنحوية العديدة، التي بدت ظاهرة بشكل كبير خلال الحوارات والمنلوجات التي قاموا بتأديتها، ما أفقد النص الكثير من جمالياته، وأضعف أداء الممثلين خلال العرض.
السينوغرافيا والديكور
من المحظورات الأخرى التي لا يجب على المسرحي أن يقع فيها، إلا أن العمل البحريني وقع فيها، أن يكون ديكور العمل ليس آمناً، أي بمعنى أنه قد يلحق الضرر بالممثل خلال تأديته لشخصيته، وهذا ما كاد يحدث في عرض "المهاجر"، حيث اعتمد فني الديكور ثلاثة قطع كبيرة هندسية الشكل تمشي على عجلات صغيرة، بغية أن يكون لها استخدامات عديدة، ولكن ما حدث أن هذه القطع كادت أن تُحدث الكثير من المشاكل للممثلين، لعدم ثباتها على أرضية المسرح، خاصة بأن هناك مشاهد فوقها، وبعض هذه المشاهد ذات حركة كثيرة وسريعة، إضافة إلى أنها كانت تعيق حركة الممثلين على المسرح لوجودها الفوضوي وغير المدروس، ومن ناحية أخرى، لم يكن واضحاً استخدام هذه القطع في الديكور، حيث لم يتبين وظيفتها أو وظائفها المحددة، وظلت على المسرح باستخدامات عديدة غير واضحة.
أما بما يخص الإضاءة فقد كانت شبه عامة معظم مشاهد العرض، إلا بحالات قليلة فقط كمشهد الحانة مثلاً، ولم تقدم وظيفتها بالشكل الذي يأمله المخرج أو المشاهد، وكانت التنقل بين الأوامر بحسب المشهد وبعده الدرامي قليلة وغير مجدية إلى حد كبير.
الرؤية الإخراجية
بسبب كل ما ذكرناه سابقاً، كان هنالك حالة من الفوضى على خشبة المسرح، فوضى بحركة الممثلين وآدائهم، وأخرى تتعلق بالديكور والإضاءة، وكل ذلك لو يوصل للمتلقي أو جمهور المهرجان، رؤية العاني الإخراجية بالشكل الملائم، فكانت ضائعة بالكثير من الأحيان، وعلى الرغم من أن هناك تصريح قديم للعاني عن العرض في إحدى الصحف الخليجية بداية العام الحالي جاء فيه "تميل المسرحية إلى نوع المسرح العبثي في الفكرة وليس في الأداء"، إلا أن ما تم تقديمه على خشبة المسرح بعيد تماماً عن العبث المسرحي، لوجود بداية ونهاية واضحة للقصة وحبكة ظاهرة تربط الأحداث معاً، بعكس العبث.
حكاية العمل
يعرض العمل المقتبس عن مسرحية الكاتب العالمي جورج شحادة "مهاجر بريسبان"، حكاية الطمع وإلى أين قد يؤدي، حين يموت أحد الغرباء على أبواب القرية، والعثور على وصية في جيبه تبين أنه كان يبحث عن ابنه الضائع منذ سنوات طويلة، وهنا، تبدأ الإشاعات تتناقل بين سكان هذه القرية بأنه يخبئ ورثة وأموالاً طائلة، وعلى جانب آخر يتم اتهام بعض النساء بالقرية أنهن كنّ على علاقة سابقة بهذا الغريب، الأمر الذي يجعل الأمر مختلطاً بين الشعور بالطمع لكسب هذا المال، وبين الاتهامات التي تُلقى جزافاً بشرف تلك النساء، حتى يصل الأمر إلى قتل إحداهن على يد زوجها، لينتهي العمل، بأن هذا الغريب الذي مات على أعتاب القرية، كان قد أخطأ عنوانه وطريقه، وأنه كان يريد الذهاب إلى قرية أخرى، تاركاً بعد رحيله وظهور الحقيقة، سكان هذه القرية الصغيرة التي وقعت فيها كل هذه الأحداث، أمام واقع مليء بالشر، حيث عرتهم جثة الغريب أمام حقيقتهم.
العمل من الداخل
لعل الكلام قد يطول عند الحديث عن العمل البحريني من جميع عناصره المسرحية، فما بين الرؤية الإخراجية للعالي، والأداء التمثيلي للفنانين المشاركين، بين الإضاءة والديكور والسينوغرافيا عامة، وبين ما قدمته هذه العناصر في وحدة العمل الكاملة يصاغ الكثير للحديث عنه.
الممثلين..
وقع الممثلين في العرض البحريني، بالعديد من المحظورات المسرحية، والتي بدورها قللت من متعة وقيمة العمل المسرحي، فلم يستطع معظمهم التعامل مع ردود الفعل الدرامية التي تتناسب مع المشاهد، ومن جهة أخرى كان أدائهم مبالغاً فيه معظم الوقت، ما أعطى ردود فعل خاطئة أخرى، ما قلل من الحالات الدرامية الإنسانية، إضافة إلى أن الكثير من الحوارات والمنلوجات كانت غير واضحة بسبب تأديتها بطريقة لا تتناسب مع الحالة الدرامية، وعلى جانب آخر محاولاتهم في تقديم مشاهد ومواقف كوميدية، ذهب فيهم إلى التهريج أحياناً، بدلاً من الكوميديا.
محظور آخر سقط فيه الممثلون في العرض البحريني، أدت في الكثير من الأحيان إلى قولهم جملاً بمعنى مختلف تماماً عما أرادوه، وهذا المحظور كان أخطاءهم اللغوية والنحوية العديدة، التي بدت ظاهرة بشكل كبير خلال الحوارات والمنلوجات التي قاموا بتأديتها، ما أفقد النص الكثير من جمالياته، وأضعف أداء الممثلين خلال العرض.
السينوغرافيا والديكور
من المحظورات الأخرى التي لا يجب على المسرحي أن يقع فيها، إلا أن العمل البحريني وقع فيها، أن يكون ديكور العمل ليس آمناً، أي بمعنى أنه قد يلحق الضرر بالممثل خلال تأديته لشخصيته، وهذا ما كاد يحدث في عرض "المهاجر"، حيث اعتمد فني الديكور ثلاثة قطع كبيرة هندسية الشكل تمشي على عجلات صغيرة، بغية أن يكون لها استخدامات عديدة، ولكن ما حدث أن هذه القطع كادت أن تُحدث الكثير من المشاكل للممثلين، لعدم ثباتها على أرضية المسرح، خاصة بأن هناك مشاهد فوقها، وبعض هذه المشاهد ذات حركة كثيرة وسريعة، إضافة إلى أنها كانت تعيق حركة الممثلين على المسرح لوجودها الفوضوي وغير المدروس، ومن ناحية أخرى، لم يكن واضحاً استخدام هذه القطع في الديكور، حيث لم يتبين وظيفتها أو وظائفها المحددة، وظلت على المسرح باستخدامات عديدة غير واضحة.
أما بما يخص الإضاءة فقد كانت شبه عامة معظم مشاهد العرض، إلا بحالات قليلة فقط كمشهد الحانة مثلاً، ولم تقدم وظيفتها بالشكل الذي يأمله المخرج أو المشاهد، وكانت التنقل بين الأوامر بحسب المشهد وبعده الدرامي قليلة وغير مجدية إلى حد كبير.
الرؤية الإخراجية
بسبب كل ما ذكرناه سابقاً، كان هنالك حالة من الفوضى على خشبة المسرح، فوضى بحركة الممثلين وآدائهم، وأخرى تتعلق بالديكور والإضاءة، وكل ذلك لو يوصل للمتلقي أو جمهور المهرجان، رؤية العاني الإخراجية بالشكل الملائم، فكانت ضائعة بالكثير من الأحيان، وعلى الرغم من أن هناك تصريح قديم للعاني عن العرض في إحدى الصحف الخليجية بداية العام الحالي جاء فيه "تميل المسرحية إلى نوع المسرح العبثي في الفكرة وليس في الأداء"، إلا أن ما تم تقديمه على خشبة المسرح بعيد تماماً عن العبث المسرحي، لوجود بداية ونهاية واضحة للقصة وحبكة ظاهرة تربط الأحداث معاً، بعكس العبث.