كيف تتصور السعوديات "روشتة نجاح" نواعم الشورى؟

بعد زهوة الفرح ونشوة النجاح والتقدير والثقة التي شعرت بها عضوات الشورى اللواتي أمر بتعيينهن خادم الحرمين الشريفين من خلال المرسوم الملكي، ستبدأ مرحلة جديدة في حياتهن، وهي مرحلة حاسمة ستثمل تحدٍ كبير بالنسبة لهن، وعليهن أن يثبتن جدارتهن بهذا المنصب وكفاءتهن في تحقيق التغيير والتقدُّم المنشود الذي يخدم المرأة السعودية في مختلف المجالات، "سيِّدتي نت" تقدِّم في هذه السطور بعض الرؤى لـ "روشتة نجاح" للنواعم السعوديات في مناصبهن الجديدة.

مسؤولية وطن

بدايةً تخبرنا الدكتورة نوف الغامدي مستشارة التخطيط الاستراتيجي المتقدِّم وأنماط التفكير وخبيرة الإدارة الاستراتيجية والتسويقية، عضو شرف الهيئة الدولية الأمريكية لسيدات الأعمال، عن تصورها لـ "روشتة نجاح" عضوات الشورى قائلة: حقيقة عضوات مجلس الشورى من الطبقة المثقفة في المجتمع، ويمتلكن من الخبرة والتعاطي مع مواقع اتخاذ القرار، فقد شغلن مناصب لخدمة المجتمع على نطاق أكاديمي أو مؤسسي، والجديد الآن أنهن سيتعاملن مع القرارات ورؤية الأمور على نطاق مؤسسات الدولة ومن منطلق مسؤولية وطن، لذا فالإعلام والتعاطي معه ليس جديداً عليهن ولكنه الآن أصبح إعلاماً يعبرون من خلاله عن هموم وطن بأكمله وخاصة عن هموم سيِّدات هذا الوطن، لذا عليهن الابتعاد عن نرجسية الظهور الإعلامي، وفي اعتقادي هن يمتلكن الوعي لتحمل مسؤولية قرار ملك وضع ثقته فيهن.

نقلة نوعية للمرأة

وتتابع: من وجهة نظري عندما يشغلن تلك المناصب يجب ألا يعتقدن أن الإمكانات وحدها كانت تأشيرة المرور لتلك المكانة متناسيات الظروف التي هيأت لهن ذلك، وألا يتعاملن بكثير من الغرور وقليل من التواضع فيرين أفكارهن هي الأصح وقراراتهن هي الأجدى، وتحليلاتهن هي الأدقُّ، ورؤيتهن هي الأشمل، ولا يستمعن للآخرين وهمومهم، والأهم أنلا يغيرن من قناعاتهن وإنسانيتهن ليكن الأجدر وَالأنسب للمنصب، فالمناصب سترحل، والمكانة قد تزول، ولكن العمل الجاد والبصمة الإنسانية والعمل من أجل مصلحة الوطن هو الذي سيبقى، لذا لابدَّ من أن يتمكنَّ بشرط الوعي والعدالة، ويكون هدفهن نقلة نوعية للمرأة السعودية وتحقيق مكانتها في مشاركة الرجل سياسياً وفكرياً، ثلاثون سيِّدة لابدَّ من أن يعملن لخدمة المجتمع وبوعي كامل مع الإعلام والتعاطي مع حواراته، فهن صوت الضمير والحق عن كل امرأة سعودية، ونجاحهن في تمثيل المرأة السعودية في منطقة صنع القرار سيكون تجسيداً لرؤية الملك، وانتصار لكلمة حق تقال عن كل امرأة سعودية.

الظهور الإعلامي

أمَّا الدكتورة نائلة بدر، دكتورة إدارة الجودة، فتقول: لا شك في أن دخول المرأة السعودية، المتفوقة والمتميزة بعلمها وعملها المتقن، لمجلس الشورى السعودي شيء إيجابي سيسهم بشكل كبير في تنمية المجتمع وتمكين النساء من أن يكون لهن دورٌ فعال، حيث أنها ستشارك في اتخاذ القرار. وتضيف: لذا، ما نأمله من عضوات الشورى الجدد المصداقية في تقصي المواضيع والجمع بين الجرأة واللباقة في الحديث، والمرونة في التعامل، والبعد عن التحيز، واعتماد القرارات المبنية على التشاور رأياً وحكماً، ومناقشة المواضيع والاتفاق عليها قبل طرحها، أمَّا بالنسبة للظهور الإعلامي، الذي سيكون له التزاماته ومسؤولياته في الفترة المقبلة، فمن وجهة نظري الخاصََّة يفترض أن يكون باسم اللجنة، وليس منفرداً لتحقيق الفائدة المرجوة من اللجنة.