مازالت الزوجة الثانية تحتل قائمة أكثر الأمور المرعبة للزوجة، فما أن تذكر تلك الكلمة أمامها، حتى تشتعل أواصر غضبها، فالأمر ليس وليد اليوم، وهو من طبيعة المرأة، فهي لا ترضى بتعدد الزوجات حتى وإن كان زوجها يؤرق عليها حياتها، فالأمر بالنسبة لها حياة أو موت، بل وصل الأمر إلى الهوس والرعب، فأصبحت العديد من الزوجات يمنعن أزواجهن من رؤية أو مجالسة سيدات، وأصبح الرجال يستغلون تلك النقطة لتهديد زوجاتهم واستفزازهن لتلبية رغباتهم، فيقولون: إن فلم تفعلي، سوف أتزوج.
ولعل تلك الأسباب دفعت الباحثة الإماراتية زهراء الموسوي إلى إقامة برنامج علاج نفسي لإعادة تأهيل النساء لتقبل الزوجة الثانية نفسياً وجسدياً، ويتضمن البرنامج خمس جلسات نفسية وإرشادية يتم خلالها العمل على إقناع الزوجة بأن موضوع الزواج الثاني موجود شئنا أم أبينا، فهو متاح شرعاً وقانوناً.
الجلسة الأولى: طرح أسئلة على الزوجة لمعرفة أسباب الرفض، والاستفسار عن أهم الأفكار الداخلية المزعجة لها.
الجلسة الثانية: وضع الأفكار المستخلصة من الجلسة الأولى في الجدول، ومناقشتها مع الحالة.
الجلسة الثالثة: مناقشة ما قد يواجه الزوجة الأولى بعد زواج زوجها من حديث الناس عنها أو شفقتهم عليها.
الجلسة الرابعة: تشجيع الحالة على أن تبحث في أسرتها أو صديقاتها عن شخص داعم لها.
الجلسة الخامسة: يتم إرشاد الحالة إلى ضرورة عدم الالتفات لمن يلومها على تكيفها مع الوضع بطريقة قد تجعلها تشك في صحة ما تقوم به.
بعد الجدل الكبير الذي تناولته وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص انتشار مثل تلك الدورات، قامت "سيِّدتي" بأخذ إفادة الأخصائي النفسي مشعل القرشي للوقوف على أسباب تلك الظاهرة.
يقول القرشي: إن تلك الدورات تداعب العواطف، وتقدم للمنتسبين لها المبررات الواهية التي سيقدمونها لدعم حججهم ضد المعارضين، كما أن لها غاية أخرى، وهي: البحث عن المال والشهرة من غير المتخصصين، فأقاموا لذلك الفعاليات، وغالبيتنا نعلم أن للتعدد حسب الشريعة الإسلامية اشتراطات، أهمها: العدل الذي ذكر في الآية الكريمة في قوله تعالى "ولن تعدلوا" في إلماحٍ للطبيعة البشرية المصبوغة بالميل للهوى والعاطفة في مثل تلك الأمور، مما يجعل تحقيق العدل أمراً صعباً، لكنه غير مستحيل.
ويرى أنها تخدم رغبة الرجل أولاً، حيث يتم تسويقها على هوى الرجل وعاطفته ورغبته وقدرته المادية، فكل ذلك لتلبية رغبات طرفٍ واحد، بغض النظر عن ما يقع على المرأة من ظلم، أو تفكك أسري مستقبلي.
ومن الجدير بالذكر أن المجتمع مكتظ بكثرة مشاكل الطلاق من المعددين، والضحية هم الأطفال والمجتمع الذي سيتحمل سوء تربية الأطفال وغياب الوالدين عنهم.