لايزال الرأي العام المغربي مشدوهًا من قصة الزفاف الذي لم يتم؛ لحسن حظ الطفلة فرح؛ حيث أوقفته السلطات المغربية بعدما أبلغت إحدى السيدات عن هذا الزواج القسري، وبدأت الحكاية في إحدى غرف الدردشة الخاصة بمجموعة نساء ينتمين إلى مدينة تطوان، يتداولن أخبار المدينة، اللاتي تحدثن عن خبر زواج طفلة عمرها 12 عامًا، بالرغم من أن المغرب يمنع زواج القاصر إلى أن تبلغ سن 18 سنة، وهنا تحركت إحدى السيدات التطوانيات، التي تقيم حاليًا بفرنسا، وهي لمياء بوبكري، وكانت تترأس في السابق جمعية حماية الأسرة؛ لتتصل بعدد من معارفها في المغرب لمنع الزواج، لكن لم يتجرأ أحد، على أساس أن الخبر قد يكون مجرد إشاعة، إلى أن اتصلت بوالدتها زينب يجو التمسماني، وطلبت منها التوجه للشرطة لإبلاغهم بما يحدث؛ خاصة وأن الزفاف كان قائمًا، وقاعة الفرح معروفة، وتقول زينب: بالفعل ذهبت لقاعة الفرح وتأكدت بطريقتي الخاصة أن العرس قائم؛ فاتجهت إلى مركز الشرطة، وقدمت نفسي لأني عضو المجلس التنفيذي لجمعية حماية الأسرة بالرباط، والحقيقة أنهم أخذوا شكواي على محمل الجد، وباشروا الموضوع؛ حيث انتقلوا لمكان الحفل، وأوقفوا العرس واستدعوا الأم التي نفت أن يكون عرسًا؛ بل مجرد خطوبة، وقالت إن الزفاف كان برضا الفتاة، وأنها تبدو أكبر من سنها؛ لأنها قوية البنية، وأن العريس شاب في السادسة والعشرين من العمر، ويبدو أن الأم أرملة وفقيرة، أرادت بهذا الزواج تحسين وضع الأسرة، ويقال إن من أشاع خبر الزواج وطلب إغاثة الطفلة، هو جدها من أبيها، الذي رفض هذا الزواج رفضًا باتًا، وتقول بوبكري إنها ووالدتها تحاولان متابعة الحدث والوصول إلى جدها، كما ترغبان في تبني الطفلة ومواكبتها لأجل استكمال دراستها، ومساعدتها لتخطي هذه الأزمة من خلال جمعية حماية الأسرة.