حظيت المرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين بعناية فائقة وبتوسع كبير في مهامها. فيكفي المرأة السعودية فخراً بأنها أصبحت شريكاً سياسياً في مجلس الشورى، الذي يشرّع للخطط الوطنية ما يجلنا ننبهر ونشيد بدورها في التنمية والقيادة الإدارية والإنتاجية. ولكن يبقى سؤال مهم وملح لدى كثير من الناس يدور حول قضية الاختلاط في العمل، خاصة في ظل التغيرات الأخيرة والتي ستعزز من دور المرأة القيادي في العمل.
سألنا الباحث والمستشار الاجتماعي والأسري عبد الرحمن القراش عن الاختلاط في العمل ودور المرأة القيادي ماله وما عليه، وما يحمل في طيّاته من الأبعاد الدينية والإنسانية والحضارية، فأجابنا: "لا شك أنّ الاختلاط في عصرنا الحالي أصبح (ضرورة ملحّة) في بعض المجالات التي يتطلبها العمل المشترك، ونحن في بلدنا نعيش في صحوة دينية كبيرة وتعليمية واسعة، ووجود المرأة في القيادة الإدارية أكثر أهمية في صنع القرار من وجودها في الأعمال التنفيذية".
ويضيف: "أرى أنّ المرأة لديها قدرة كبيرة في قيادة فريق العمل المشترك من رجال ونساء يوازي عمل الرجل بل في بعض الأحيان يفوقه. ولا يخفى على أحد أنّ القيادة النسائية مثار جدل وغيرة وثرثرة غير مبررة وكذلك قلّة الإنتاجية، ولكن عملها في القيادة الإدارية المشتركة سيكون مرسوماً بضوابط وأبعاد بين الرجل والمرأة ما يجعل العمل أكثر إنتاجية وانسيابية.
ولو نظرنا في أهم وأبرز الأمثلة الحية لذلك سنجد أنّ من أهمها قرار تعيين نائبة لوزير التربية والتعليم؛ حيث يعدّ تجربة رائدة في العمل القيادي حتى ولو كانت تخدم فئة النساء فقط فيبقى صدور القرار من الأمور المشتركة المشرفة، فنحن نشعر بالفخر بها لكونها منضبطة بمبادئ وحقوق وواجبات تخدم المصلحة العامة وهي الرقي بالوطن والمواطن".
ويرى القراش أنه من الجيد والمأمول تطبيق تلك التجربة على كافة الوزارات والقطاعات الحيوية في البلد مع ما يتوافق مع طبيعة المرأة وقدرتها وتحملها، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار خصوصية المرأة السعودية، فنحن ندرك جيداً أنّ المرأة هي المرأة في كل زمان ومكان من حيث الشكل والتكوين البشري والعاطفة ولكن تختلف النساء في مدى عقلياتهنّ وإيمانهنّ بمبادئ مجتمعاتهنّ؛ فالمرأة السعودية قد حباها الله بعدة مكونات جعلتها تختلف عن الأخريات وهذه حقيقة يجب الإيمان بها وإدراك أبعادها. ومن أهم تلك المكونات :
1.الانتماء الديني لأهم عقيدة وجدت على الأرض؛ فكونها مسلمة جعل لها ميزة كبيرة عن نساء العالمين يشترك معها فيها كل المسلمات في العالم.
2. الانتماء المجتمعي، وهي الرباط المقدس العائلي في التكوينة الاجتماعية فالمحافظة على النسب والعادات القبلية جعلت المرأة السعودية ذات ميزة خاصة عن غيرها من نساء العالم. (لكن بيني وبينكم بعض تلك العادات تقتل روح الإبداع خاصة إذا كانت المرأة منجزة وتحرم من التطوير باسم القبيلة).
3.. الحجاب الشرعي وهذا (شرف المرأة) الذي يحق لها الافتخار به فهي درّة مصونة عن أعين المتطفلين.
4.الحنان العاطفي الأسري: تعدّ المرأة السعودية رائدة في الحنان والتعامل الراقي الأسري، ومهما قيل فيها فهي أكثر انتماء من غيرها لأسرتها.
ولذلك يجب علينا نشر الوعي بأهمية وقيمة دور المرأة القيادي، ونبتعد عما يثير الفتنة ويشق الصف.