على الرغم من معارضة أبنائها وأحفادها إلا أنها تُصِر على ممارسة هوايتها في إصلاح الدراجات الهوائية لأبناء الحي الذي تقطنه، في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة نابلس.
حيث يستوقفك الإعجاب والاحترام عندما تصل إلى ذلك الزقاق، بعيداً عن وسط المخيم، أمام باب منزل متواضع، تعتلي درجاته الثلاث عجوز في الثالثة والسبعين من عمرها، تفك عجلات دراجة هوائية، أو عربة بائع متجول وتصلحها بمهنية عالية وبأجرة زهيدة.
الحاجة نجية الناطور «أم شادي» تجلس أمام منزلها منذ خمسة وثلاثين عاماً تصلح الدراجات الهوائية، قالت إنها كانت تجلس بجانب زوجها الذي احترف هذه المهنة لعشرات السنين قبل أن يتوفى قبل اثني عشر عاماً، وتعلمت منه الصنعة وساعدته في عمله كثيراً، وبعد وفاته وجدت نفسها المعيل الوحيد لأسرة أنهكها الفقر، فقررت أن تستمر بمهنة زوجها.
وعلى باب منزلها طفل يشكو من صوت مزعج في دراجته الصغيرة، ورجل عجوز يجر عربة ثلاثية العجلات التفت حول عجلاتها خيوط بلاستيكية تعيق حركتها، والملتقى عند أم شادي صاحبة الحلول السحرية لمثل هذه الصعاب.
نضال المصري الذي يستخدم دراجة هوائية للتنقل داخل أزقة المخيم، والذي اعتاد صيانتها فقط عند جارته أم شادي، قال: إنه لا يعرف غيرها بهذه المهنة، فقد ولد وصار رجلاً ورب أسرة وأم شادي تعتني بدراجته وبعربات أطفاله، وأضاف أن الحي الذي تسكن فيه أم شادي صار يحمل اسمها ويعرف بحارة أم شادي.
مهنة إصلاح الدراجات والعربات بقيت مهنة ذكورية بامتياز، حتى بددت أم شادي هذه الفرضية، وهي تفتخر بعملها وتصر على ممارسته رغم معارضة أبنائها وأحفادها وفقاً للعربية.
رابط الفيديو: