«كيف تكون مثقفاً؟».. إنه ليس مجرد سؤال، بل «هاشتاق» نشط على «تويتر»، والذي استقطب عدداً كبيراً من الناس للتعليق والمشاركة وإبداء الرأي حول كيف يمكن أن يكون كل منا المثقف المرجو. كان السؤال غريباً بعض الشيء، خصوصاً أنه يشير بطريقة أو بأخرى إلى كيفية صناعة المثقف، التي يحكمها الكثير من الجدل حول دور المثقف وصورته في المجتمع!
تغريدات متفاوتة
وكان القاسم المشترك بين تغريدات الهاشتاق هو قراءة الكتب في المقهى، التي تتقاطع مع الصورة التقليدية للمثقف الذي يقصد مقهاه يومياً للكتابة والقراءة. لكن تحوّرت المشهدية قليلاً مع احتساء القهوة الأميركية بدلاً من نظيرتها التركية أثناء قراءة الكتب.
وهذا ما أكدته إجابات المغردين على صفحاتهم. فمثلاً قالت @ 2012 joda على هاشتاق «كيف_تصنع_ مثقفاً؟»: «ألوِّن صورتي بالأبيض والأسود. أكتب كلاماً لا معنى له، مزخرفاً بضمة من هنا، وفتحة من هناك.. إذاً أنا مثقف»، فيما قال @ badlkitabk «أستبدل بكتبي الورقية كتباً جديدة».
وما كان لافتاً الصورة التي رسمها M_alhumaid للمثقف في تغريداته: «تصفّح الصحف اليومية، البس نظارة ونزلها شوي على أنفك، حط رِجلاً على رجل، ارتشف قدحاً من القهوة، وهكذا تكون مثقفاً»! وهذا ما يؤكد بطريقة أو بأخرى أن الصورة النمطية التقليدية عن المثقف لم تتغير في أذهان الناس، الذي ربما مازال بعيداً عنهم ولا يحاكي همومهم، ولا يتحدث بلسان حالهم.
وخلص @ h1f1a21409 إلى قول أحد الحكماء: «يهمني أن تكون مثقفاً.. كُنْ محترماً فقط، فالاحترام نصف الثقافة بالنسبة لي». في حين قالت @ safa_a1 إن الطريقة المثلى؛ لكي تكون مثقفاً هي: «اكتب كتاباً لا معنى له مثل تجليات التنمية البشرية.. نتائج الإدراك المعاصر من القوقعة الفكرية».
مثقفجي
من هنا قادتنا هذه التغريدة إلى رابط برنامج «مسامير» الذي يعرض على «يوتيوب» بعنوان «مثقفجي»، الذي وصلت نسبة مشاهدته إلى 2.083.152 يبدأ الاسكتش بجملة تختصر الأمر برمته: «كل حراك ثقافي لا ينتمي للشارع هو مشروع منجز»، ثم ننتقل إلى نادي النخبة الثقافي، حيثُ يلقي المثقف د.مخلف ندوة حول البنيوية والتفكيكية في الأدب التشيكي مستخدماً مفردات وألفاظاً مركبة، لا يتسنى للمتلقي في العادة استيعابها.
وفجأة نجد أن قاعة المحاضرات فارغة باستثناء شخص واحد طرح على المثقف السؤال القنبلة: «هل تعلم أقرب مخبز؟»، الشيء الذي أصاب المثقف بصدمة أفقدته وعيه.
بيروقراطية الثقافة
وفي هذا السياق التقى موقع «سيدتي نت» الصحافي والفنان فيصل العامر لسؤاله عن الدافع وراء العمل على سكتش «مثقفجي» فأجاب قائلاً: «الرغبة بكشف زيف من امتطوا الثقافة، وأن موظفاً بيروقراطياً بأرشيف إحدى الدوائر الحكومية فعالٌ أكثر منهم. كيف يمكن لي -كفرد- قبول حالة ثقافية منتكسة، تقدم الثانوي بمجتمع متعطش للوعي على أنه أولوي، وتشغلنا عن المهم بجدليات تجاوزها البشر بأشد البلدان تخلفاً. لت وعجن بقضايا كان عليها أن تموت قبل عهد الإسفلت، وحوارات تقدم الماضي كمشروع تقدمي يراوح مكانه. ستضحك الأجيال اللاحقة على الحالة التي كان يعيشها آباؤهم، حين سمحوا لمجموعة من المداهنين والمنساقين مع التيارات، وحراكها الذي يشبه حراك (ضراير) على زوج يجلب الشفقة بأن يطيلوا حالة الركود».
شأن عام
في هذا الإطار رصد «سيدتي نت» تعليقات مشاهدي سكتش «مثقفجي» على «يوتيوب». مثلاً كتب بندر الحربي ناقداً كيفية صناعة المثقف في العالم العربي قائلاً: «مشكلة الشعب يظنون الموضوع مزحة أو نكتة أو كوميديا. هي مشكلة اجتماعية».للاطلاع على سكتش «مثقفجي» من برنامج «مسامير»: