استعرض المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني اليوم، مقطع فيديو أظهر فيه "صوفيا"، أول روبوت بالعالم يُمنح الجنسية السعودية وجواز السفر السعودي، وذلك خلال منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار"، حيث تم منح الجنسية للروبوت "صوفيا" الأكثر تطورًا، من إصدار شركة هانسون روبوتكس، وذلك بعد المشاركة في جلسة حوارية، أدارها المذيع أندرو روس سوركبن.
فيما أوضح القحطاني أنّ منح الجنسية والجواز السعوديين للروبوت، يأتي كبادرة رمزية لتبيان مستقبل مشروع " نيوم"، الذي يعمل على رفع نسبة الاقتصاد الداخلي للمملكة، والاعتماد على الكفاءات الداخلية.
حيث ظهر الروبوت "صوفيا" وهو يتحدث ويناقش أحد المسؤولين في مؤتمرات وحوارات "مبادرة مستقبل الاستثمار"، التي تحتضنها الرياض لحل العديد من الأزمات الاستثمارية، وطرح عدد من المشاريع المساهمة في نجاح مشروع نيوم الذي أعلنت المملكة عنه قبل ليلة أمس.
الروبوت "صوفيا" هو كائن روبوتي فائق الذكاء، له القدرة على التعبير بالحزن والسعادة، كما له القدرة على إظهار الانفعالات كافة، التي تتطلب من الفرد أن يقوم بها أثناء حواره ونقاشه مع الجمهور، و هذا ما أثبته العديد من الحاضرين لذلك المؤتمر، في أنّ "صوفيا" تحمل نسبة ذكاء توازي بشكل مقارب النسبة البشرية.
هذه الخطوة التي أعلنت عنها المملكة، هي تكاملات بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري، الذي سيتم تفعيل دوره بكل قوة في مشروع نيوم، المتوقع أن يحقق نجاحًا باهرًا ونقلةً نوعية للمملكة في شتى مجالاتها.
حيث إنه ومن أهم التوقعات التي ظهرت حول هذا الروبوت، أنه من المتوقع أن يلعب دورًا أساسيَّا في إدارة هذه المدينة، التي ستعتمد في تخطيطها على أحدث تقنيات تكنولوجيا العصر الحالي.
ومن أهم ما يميّز الروبوت "صوفيا" كما أعلن ديفيد هانسون مؤسس ورئيس شركة هانسون روبوتكس، أنّ هذا الروبوت يعمل بشكل ذكي للغاية، وهو قادر على تفسير المشاعر، كذلك بوسع "صوفيا" أن تتعقب تعابير الوجه وتتعرف عليها، بالإضافة إلى قدرتها على إجراء حوارات كاملة مع البشر، حتى أنها أصبحت محبوبة بعد عدد من المقابلات التلفزيونية التي أجرتها، إذ إنها ظهرت في غلاف واحدة من أكبر مجلات الموضة والأزياء العالمية.
في حديث مع المحلل الاقتصادي والخبير في الشأن السعودي أحمد الدعيج، ذكر أنّ هذا الروبوت المسمّى "صوفيا"، سيحقق نسبة نجاح واضحة في صف التكنولوجيا الخاصة بالذكاء الاصطناعي، والذي يُعتبر من أهم المشاريع المستقبلية التي تسعى المملكة لتوظيفها، بشكل يتلاءم مع مستوى المعرفة المرتفعة لدى المجتمع السعودي في مشروع نيوم.
الدعيج أوضح أنّ تلك الخطوة ستجعل المملكة تلجأ بشكل كبير للبنية التحتية القوية، المعتمدة على التكنولوجيا والتقنية التي تواكب التطورات الخارجية والعالم المتطور، لاسيّما أنها قادرة على شغل العديد من المهام التي يقوم بها البشر، بطريقة توازي إتقانهم و نجاحهم.
و مما لا شك فيه أنّ استخدام الروبوتات في المشاريع الحديثة لأي دولة في العالم، دلالة واضحة على أنّ الدولة متقدمة تقنيًّا وتمتلك وسائل حديثة تدعم اقتصادها وسبل تطويره.
وبما أنّ المملكة منحت الجنسية لهذا الروبورت، فهي بتلك الخطوة ستجعل جميع الدول المنافسة اقتصاديًّا، تتعامل مع تلك التقنيات التي تحقق التقنية التكنولوجية بشكل ذكي جدًّا.
وفي ما يتعلق بـ "صوفيا" فقد صُمّمت بطريقة أقرب ما تكون للإنسان، حيث تشبه في وجهها الممثلة البريطانية " أودري هيبورن "، والتي طورها الدكتور ديفيد، بهدف تطوير إنسان آلي أذكى من البشر، قادر على تعليم نفسه، حيث إنّ تصميم صوفيا جعلها شخصية إعلامية مهمة ومرموقة، كما أنها أصبحت متحدثة في مؤتمر مبادرة المستقبل المنعقد في الرياض.
وكان هذا الروبوت نتاج أبحاث علمية بدأها هانسون منذ عام 2005، حيث صنع وجهها من مادة خاصة تسمى فروبر تشبه لحم وجلد الإنسان، كما يمكنها أن تحاكي العضلات البشرية الحقيقية، وتُظهر تعبيرات الوجه وحركاته بجودة عالية.
حتى أنها قامت بالغناء في أحد الاحتفالات الموسيقية، مع ظهورها على أغلفة مجلات الأزياء، وتقول صوفيا: " سيكون للأشخاص المسنين من يرافقهم وللأطفال المتوحدين من يعلّمهم بصبر لا حدود له ".
لكن لا تنخدع كثيرًا بشكلها المسالم، فهي في أحد اللقاءات التي أُجريت معها، صرحت أنها تريد القضاء على البشر، وبذلك تكون صوفيا قد جسّدت مخاوف الكثير من مخاطر صعود الذكاء الاصطناعي.