بداية معرفة الإنسان وحضارته وتقدمه كانت في الأساس عبر السؤال: من أنا؟ ومن أكون؟ ولماذا؟ وما هذا الشيء؟ وكيف أفعل ذلك؟ فمن تلك النقطة انطلقت كل العلوم، وعندما تساءل الإنسان عن العلاج، اكتشف الطب، وكذلك الحال مع باقي العلوم كالهندسة والفلك والكيمياء وغيرها، ولكن ورغم كل ما وصل الإنسان إليه في يومنا هذا، أصبحت هناك بعض الأسئلة التي عجز الجميع عن إيجاد إجابة لها، أو حتى معرفة أسرارها، وقد يأتي وقت ما نجد الإجابات فيه، ولكن حتى الآن لا توجد لها إجابة، ومن تلك الأسئلة:
ما هو آخر الأعداد الرقمية؟
إن أول عدد في الأرقام هو رقم واحد، ثم تتبعه بقية الأرقام، ولكن ماذا عن العدد الأخير، فما هو؟ ومن ماذا يتكون؟ لا أحد يعلم، فإذا فرضنا أنه يبدأ بـ9 وينتهي بـ9 ، فما هو عدد بقية 9 التي في الوسط، هنا احتار العلماء، ولكنهم أطلقوا عليه لقب "كوكولبليكس" أكبر عدد على الإطلاق, ولا يمكن كتابته لا هنا ولا في أي كتاب, بل يقول العلماء: إن الكرة الأرضية كلها لا تستطيع أن تكون مجالاً لكتابته, ويقول البعض الآخر: إن الكون المعروف إلى الآن لا يمكن أن يكتب في مساحته هذا العدد الخرافي إذا كتب على سطر واحد, وهو كما ترون عدد كبير جداً.
ما حقيقة الثقب الأسود؟
الثقب الأسود هو منطقة في الفضاء، ذات كثافة مهولة تفوق مليون كتلة شمسية، تصل الجاذبية فيها إلى مقدار لا يستطيع الضوء الإفلات منها، لذا تسمى الثقب الأسود، ورغم النظريات العديدة التي تصف الثقب الأسود، لم يتم رصد ما يدل قطعياً على وجوده، وما زاد الحيرة أكثر هو: ماذا يوجد في الجانب الآخر من الثقب الأسود؟ هل هو مدخل لكون آخر أم مقبرة للنجوم التي يبتلعها أم حلقة وصل بين عدة أكوان؟ رغم تلك الفرضيات حوله، لا أحد يعلم على وجه الدقة ما يوجد خلفه أو صحة وجوده من الأساس.
ماذا يوجد في قاع المحيطات؟
يصل عمق أبعد نقطة في المحيط إلى 11.03 كيلومتر تحت سطح البحر، وتسمى خندق ماريانا، ورغم أنه في إحدى التجارب استطاعت الغواصة ديبسي تشالنجر الوصول لتلك النقطة، إلا أن عملية اكتشاف قاع المحيطات ما زالت مستحيلة حتى الآن؛ نظراً لتلك الظروف الصعبة والضغوط العالية التي قد تصل إلى أكثر من ألف ضعف الضغط الجوي على عمق 11 كيلومتر تحت سطح البحر، وهذا ما أعاق عملية اكتشاف قاع المحيطات وكنوزه، كما يرجح الكثيرون أن من الممكن تواجد بعض أنواع الكائنات البحرية التي لم يكتشفها أحد بعد.
ما حقيقة "أطلنطس" المدينة المفقودة؟
هي قارة افتراضية أسطورية لم يثبت وجودها حتى الآن بدليل قاطع، ذكرها الفيلسوف اليوناني أفلاطون، ويقال: إنها كانت قوة ضخمة حققت انتصارات على أجزاء كثيرة من أوروبا الغربية، وكذلك في أفريقيا، وكانت متقدمة في العلوم لما يشابه ما نحن عليه اليوم، ولكن لسبب ما غير معروف، لم يعد لها أثر، وأنها محيط على وجه الأرض، ودمرت تماماً، ومع ذلك لم يتوصل العلماء إلى دليل قاطع على وجودها، وعن العلوم التي كانت بداخلها، وتوصلوا إلى حضارة حديثة مشابهة لما نحن فيه الآن.
ما زالت هناك العديد من الأسئلة التي نواجهها في يومنا تستحيل علينا إجابتها، ولكن ومع ذلك، تستمر الحياة، فقديماً تساءل الكثيرون: هل يمكن الوصول إلى القمر أو الطيران؟ ولكن لم يجدوا إجابة، أما اليوم، أصبحت تلك الإجابة واضحة وصريحة ومعلومة، لذا لا يسعنا سوى الانتظار لمعرفة الإجابة.