يبدو أن 2017 سيكون عاماً تاريخياً للمرأة السعودية، وستظل تستشهد بما حظيت فيه من انتصارات، وما تحقق لها من مكتسبات، جاءت بقرارات حاسمة لقضايا، كانت مثار جدل في المجتمع السعودي بين فريقين مؤيد ومعارض، انتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات وسائل الإعلام المختلفة، هذا إضافة إلى نصيبها من مناصب عليا، أُسندت إليها لأول مرة، كانت حكراً فيما مضى على الرجال، وذلك ضمن سياسة تمكين المرأة السعودية التي تعد من أهم ركائز الرؤية السعودية المستقبلية الطموحة 2030. وفيما يلي نستعرض لكم أبرز تلك المكتسبات:
دخول الملاعب الرياضية
جاء الإعلان عن السماح للمرأة السعودية بدخول الملاعب الرياضية رسمياً من خلال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، الذي كشف عن ذلك في مؤتمر صحفي، قال فيه: "تماشياً مع توجهات قيادتنا الرشيدة، وما توليه من اهتمام بكافة فئات المجتمع، فقد تقرر البدء في تهيئة 3 ملاعب، هي استاد الملك فهد في الرياض، ومدينة الملك عبدالله في جدة، وملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام، لتكون جاهزة لدخول العائلات وفقاً للضوابط الخاصة بذلك مطلع 2018".
وكانت السعودية قد سمحت للنساء بالدخول إلى الملاعب الرياضية في خطوة تعد الأولى من نوعها في تاريخ البلاد.
جاء ذلك خلال حضوره احتفالات اليوم الوطني الـ 87 للسعودية في استاد الملك فهد الدولي في الـ 23 من شهر سبتمبر الماضي.
السماح للمرأة بقيادة السيارة
وفي خطوة لا تقل أهمية عن سابقتها، أسدل الستار أواخر سبتمبر الماضي على واحدة من أهم القضايا بالنسبة إلى المرأة السعودية، التي شغلت الرأي العام في فترات متفاوتة محلياً وعالمياً، ألا وهي السماح لها بقيادة السيارة، بعد صدور قرار بذلك، اشتمل على توجيه إدارة المرور بالبدء في إصدار رخص القيادة للنساء اعتباراً من 24 يونيو 2018.
أحقية الأم في الحضانة وصندوق النفقة
ولإنهاء معاناة المرأة المطلقة في أروقة المحاكم، وقضايا الحضانة والنفقة، وافق مجلس الوزراء في شهر أغسطس على تنظيم صندوق النفقة على أن يكون مرتبطاً بوزير العدل، وله شخصية اعتبارية وميزانية مستقلة، ويكون مقره وزارة العدل، وسيتولى الصندوق عدداً من المهمات، منها: صرف النفقة لمَن صدر له حكم قضائي باستحقاقها ولم ينفذ لغير عذر الإعسار، وصرفها لمَن صدر له أمر قضائي بها ولاتزال مطالبته بها منظورة أمام المحكمة، وفقاً للإجراءات التي تحددها اللائحة.
كما حسَم المجلس الأعلى للقضاء أحقية الأم بإثبات حضانة أبنائها دون الحاجة إلى رفع دعوى قضائية في محاكم الأحوال الشخصية بذلك في الحالات التي يثبت فيها عدم وجود خصومة، أو نزاع بينها وبين والد المحضونين.
إقرار الرياضة النسائية في مدارس البنات
ومن القرارات التي نالت نصيبها من الترحيب في يوليو الماضي، تطبيق برنامج التربية البدنية في مدارس البنات، على أن يتم تنفيذ البرنامج وفق الضوابط الشرعية، وبالتدريج، بحسب الإمكانات المتوفرة في كل مدرسة لحين تهيئة الصالات الرياضية في مدارس البنات، وتوفير الكفاءات البشرية النسائية المؤهلة.
تقديم الخدمات للمرأة دون موافقة ولي الأمر
ونتيجة للعراقيل والصعوبات التي كانت تواجهها المرأة السعودية للحصول على موافقة ولي أمرها لأداء أعمالها، وجَّه الملك سلمان بن عبدالعزيز، في شهر مايو الماضي بعدم مطالبة المرأة بالحصول على موافقة ولي أمرها في حال تقديم الخدمات لها، ما لم يكن هناك سند نظامي لهذا الطلب وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.
مناصب نسائية لأول مرة
وتميز عام 2017 بتمكين المرأة السعودية من تقلد مناصب قيادية في مجالات عدة، منها:
- في المجال الرياضي: تعيين الأميرة ريما بنت بندر رئيساً للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، لتكون بذلك أول امرأة سعودية تشغل هذا المنصب الرياضي.
- في المجال السياسي: تعيين فاطمة باعشن متحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، لتكون أول سعودية تتحدث باسم مؤسسة حكومية.
وتعيين نشوى طاهر قنصلاً فخرياً لدى هولندا، باعتبارها من أهم رموز السعودية في المجال الاقتصادي والدبلوماسي.
- في مجال المال والأعمال: تعيين سارة السحيمي في رئاسة مجلس أقوى هيئة تنظيمية للسوق المالية بالسعودية وخارجها "تداول" لمدة 3 سنوات، وتعيين رانيا محمود نشار في منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة "سامبا" المالية. وقد شاركت كلٌّ من السحيمي والنشار متحدثاتٍ ضمن نخبة من قيادات العالم في مؤتمر مستقبل الاستثمار الذي وُصِفَ عالمياً بمنتدى دافوس الصحراء.
- في المجال الطبي: تعيين الدكتورة لبنى الأنصاري "أول سعودية" ضمن قيادات منظمة الصحة العالمية.
ومازال في العام بقية، فهل ستحمل الأيام المقبلة مزيداً من المكاسب والمناصب للمرأة السعودية؟