قال المتنبي قديماً: "وخير جليس في الأنام كتاب"، ويقول المثل الصيني: "الكتاب نافذة نتطلع من خلالها إلى العالم"، وبالرغم من الثورة التقنية التي حدثت في العالم وكثرة طرق الحصول على المعلومات، إلا أن الكتب لاتزال متصدرة على عرش الثقافة ولكن بشكل مغاير!، حيث انتشرت مؤخراً ظاهرة تصوير الكتب وعرضها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهل هذا السلوك بمثابة مؤشر صحي لوعي المجتمع أم أنّه مجرد تباهي؟
"سيدتي" تواصلت مع عدد من الشباب والفتيات لمعرفة رأيهم حول تلك الظاهرة:
غير صحية وايجابية!
يرى الكاتب والمؤلف محمد باحارث، 31 عاماً، أن هذه الظاهرة غير صحية بتاتاً، فهي تنبع عن حب التصوير وليس حباً في الكتب، إلا أن لها طابع ايجابي حيث تساهم في زيادة حماس البعض لقراءة تلك الكتب أو اقتناؤها فيزداد معدل القراء في العالم العربي.
الكتب أفضل من الطبخ!
هوازن بغدادي، مشرفة في إحدى المعارض، 40 عاماً، ترى أنّه من الجميل نشر الكتب أياً كان الغرض منها، وذلك لأن شبكات التواصل الاجتماعي مليئة بالصور التي لا داعي لها "فالناس ينشرون تفاصيل حياتهم من الطبخ والأكل وغير ذلك".
تصوير الكتب فن
أمل محمد، 30 عاماً، تقول أن صور الكتب المنشورة ساعدتها في البحث واقتناء بعضها من المكتبات أو المعارض، إضافة إلى ذلك تعتبر أن تصوير الكتب فنّ كبقية أنواع التصوير الفوتوغرافي.
تباهي واستعراض
رائد المويهان، 25 عاماً ، خريج بكالوريوس تربية، من المعارضين لهذا السلوك، يقول: "قراءة الكتب والثقافة بشكل عام هي إرث شخصي لعقل وتفكير الفرد، وليس لتصوير السناب شات".
منيرة القحطاني، طالبة، 21 عاماً، من المشجعين جداً للقراءة، وشغوفة بها، شريطة أنّ تكون الكتب المعروضة في شبكات التواصل تدل على ثقافة القارئ وليست من باب الاستعراض.
غمدان محمد، رجل أعمال، 43عاماً، بقول "أولاً يجب على من يقوم بنشر الكتب أن يعلم بفحواها ومضمونها واستيعابها سابقاً وإدرك المفيد منها وما يستحق النشر، أما ما يقوم به البعض من نشر لأغلفة الكتب بدون أي ملخص عنها، فهو تصرف "أحمق" من باب التباهي يدل على شخص جاهل ومدعّي قد يسقط في أول مناقشة عن الكتاب".
اجتماعي: النساء لديهن هذه الظاهرة أكثر من الرجال!
أوضح الأخصائي الاجتماعي صالح بن عبدالله، أن تصوير الكتب ظاهرة إجتماعية لها سلبياتها وإيجابياتها، وقال:"مما لاشك فيه أنّ ظاهرة تصوير الكتب أصبحت ظاهرة اجتماعيه متداولة في مواقع التواصل ، ولها سلبيات وايجابيات تبعاً لاختلاف الأشخاص".
وأضاف" البعض يتناولها من جانب أنها "برستيج" يعكس لدى المتابع أن هذا الشخص مثقف ومطلّع، ونرى هذا بشكل أكبر في المعرّفات النسائية، ربما لأن بعض النساء يملكن مساحة من الوقت أكثر من الرجال، و البعض منهنّ ترى الكتب معبّرة عن "الاتيكيت" والرقي".
"ومن جانب آخر ربما من يضع تلك الكتب لا يعلم فحوى ما طرحه وهذا جانب سلبي يدل على التقليد الأعمى وقد يقع في حرج عندما يُناقَش عن هذه الأطروحة أما الجزء الايجابي يكمن في أن هناك معلومة قد تضفي فائدة للمتابع بكونه امتلك معلومة جديدة فيبدأ في البحث عنها ليستفيد".
السعودية تحتل الدرجة العاشرة:
وفقاً للدراسة التي أصدرتها منظمة اليونسكو العالمية حول أكثر الدول نشراً للكتب، تصدرت الصين المرتبة الأولى بواقع 440 ألف كتاب سنوياً، تليها الولايات المتحدة 912،304 كتاب، وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الخمسين بواقع 3،900 كتاب، ومن ناحية ممارسة عادة القراءة تربعت الهند وتايلاند والصين المراتب الأولى، وباتت السعودية في الدرجة العاشرة.