دموع العين من معجزات الخالق، فهي جهاز مثير للغرابة في طريقة حفظه للعيون (القرنية والملتحمة) من الجراثيم، ورؤية الأشياء بوضوح تامّ وعالي الدقة.
هذا الجهاز الذي لا يتعدى قطره ١٠ ميكرون (الميكرون واحد من ألف من الملم) ويضم ثلاث طبقات من الدمع، ولكل طبقة تكوينها ووظيفتها الخاصة.
"سيدتي نت" يحاور الدكتور موسى الحربي، استشاري جراحات القرنية والقرنية المخروطية، والليزك، والماء الأبيض، وزراعة العدسات الداخلية، بمركز "الاستشاريون"، حول ماهية جهاز الدمع، فيقول:
ينقسم جهاز الدمع الى ثلاث طبقات:
*الطبقة الخارجية: هي الطبقة الدهنية، وتُفرز من غدد دهنية خاصة موجودة في الجفن. وظيفتها منع تبخّر الطبقة الوسطى المائية، لجعل العين رطبة طوال الوقت ولتزيد من حدّة الإبصار، بجعل القرنية صافية جدًّا. وإنّ أيّ خلل في هذه الطبقة بسبب التهاب الجفون، يؤدي إلى الجفاف التبخيري .
*الطبقة الوسطى: هي الطبقة المائية وتُفرز من الغدّة الدمعية تحت عظمة الحاجب العلوي، وهي المسؤولة عن ترطيب العين وتتأثر بتأثر الغدّة الدمعية، وخصوصًا في بعض الأمراض العامة كمرض الروماتيزم والذئبة الحمراء .
*الطبقة الداخلية من الدمع: هي الطبقة المخاطية، وتُفرز من غدد كثيرة منتشرة في ملتحمة العين، ووظيفتها الأساسية تسهيل حركة الدمع على سطح العين، وتتأثر بأمراض الملتحمة، مثل: حساسية العين، وامراض الملتحمة البكتيرية والفيروسية.
ويشير الدكتور موسى الحربي إلى وجود مفاهيم خاطئة عند الناس حول دموع العين، أبرزها:
١- يعتقد البعض أنّ الجفاف نوع واحد، وهو مفهوم خاطئ، لأنّ الجفاف يعتمد على نوع الطبقة الدمعية المتأثرة .
٢- يعتقد البعض أنّ استخدام قطرات الترطيب المنتشرة في الصيدليات، هي الحل الأمثل لعلاج الجفاف، مهملًا الذهاب للطبيب للتأكد من السبب الذي قد يكون مرضًا أصاب العين.
٣- يعتقد البعض أنّ كثرة البكاء وزيادة إفراز الدمع المصاحب معه، يرفع ضغط العين. هذا المعتقد خاطئ، إذ لا علاقة لزيادة إفراز الدموع بضغط العين .
٤- يعتقد البعض أنّ هناك اختلافًا بين دموع الفرح ودموع الحزن. في الحقيقة أنه لا يوجد فرق جوهري في تكوين الاثنين، وإنما المسؤول الأساسي عن زيادة الإفراز هو السيالات العصبية المتأثرة بحالة الحزن أو الفرح.