العشق، هو شعور داخلي، يدفع الإنسان إلى فعل المستحيل من أجل نيل رضا المحبوب، فترى العاشق ينظِّم الأشعار، ويكتب الرسائل الغرامية، ويقدم كل ما يملك فداءً لذلك. والتاريخ وثَّق قصص العشاق الخالدة، الزاخرة بأسمى معاني الحب والوفاء والعطاء، ومنهم الملوك والأمراء الحكَّام، وكما يقال: على قدر الشخص يكون عطاؤه. لذا قدَّم هؤلاء لـ "الحبيبة" أروع الهدايا، ولم يكتفوا بباقة زهور، أو قطعة مجوهرات ثمينة، بل وصل الأمر إلى أكبر من ذلك بكثير، وهو ما سنلقي الضوء عليه اليوم.
شاه جهان وتاج محل
كان الملك شاه جهان يشتهر بحبه الكبير لزوجته ممتاز محل، التي توفيت وهي في ريعان الصبا، ولكي يخلِّد ذكراها، شيَّد لها ضريحاً فخماً في "أغرة"، يُعرف بـ "تاج محل"، وهو من أروع النُّصب التذكارية في العالم، كما شيَّد "العرش الطاووسي"، وأسَّس مدينة نيودلهي، وبنى فيها مسجداً رائعاً، وقد تم الانتهاء من الضريح الرئيس في عام 1648 م، والمباني والحديقة المحيطة به بعد 5 أعوام.
نبوخذ نصر الثاني وأميتس الميدونية
كان شديد الحب لزوجته أميتس الميدونية، وعندما افتقدت العيش في تلال فارس، وكرهت حياتها في مسطحات بابل، قرر نبوخذ نصر أن يُسكنها في مبنى فوق تلالٍ مصنوعة بأيدي الرجال على شكل حدائق فيها "تراسات". بلغت مساحة الحدائق حوالي 14400 متر، وكانت على شكل تلٍّ، وتتكوَّن من طبقاتٍ، ترتفع الواحدة فوق الأخرى، بما يشبه المسارح اليونانية، وقد صُمِّمت الحدائق بطريقة تسمح للضوء بالوصول إلى كل المصاطب، واحتوت على مساكن ملكية، وكانت المياه ترتفع إلى قمة الحدائق بآلاتٍ، ترفعها من النهر، تم تصميمها بطريقة لا يراها زوَّارها.
إدوارد وواليس سمبسون
هو عم الملكة إليزابيث الثانية، كان من المرجَّح أن يتولى عرش بريطانيا نظراً لأنه الأخ الأكبر للملك جورج السادس، لكنه وقع في حب واليس سمبسون، وهي امرأة أمريكية الأصل، وأصر على الزواج منها، ما تسبَّب في أزمة في المملكة المتحدة والإمبراطورية البريطانية، فتم تخيير إدوارد ما بين الاحتفاظ بالعرش مع رفض الزواج منها، أو الزواج منها والتنازل عن العرش، فقرر الفوز بقلبها، والتضحية بعرش بريطانيا العظمى، وفعلاً تزوجها في 3 يونيو 1937 م، في فرنسا بعد أن تنازل عن الحكم.
يوليوس قيصر وكليوباترا
هو أول وأعظم إمبراطور روماني، ومن أبرز الشخصيات العسكرية الفذة في التاريخ، دفعه حبه لكليوباترا إلى الزواج منها، ومساعدتها في الإطاحة بأخيها من عرش مصر، فبدأت حرب الإسكندرية التي حسمها يوليوس قيصر مطلع عام 47 ق.م، بعد أن وصلته النجدات، وانتهت الحرب بمقتل الملك بطليموس الـ 13 وأعوانه، وتسلَّمت كليوباترا عرش مصر مع أخيها الأصغر بطليموس الـ 14، وبقي قيصر إلى جانبها 3 أشهر.
الحب هو من أسمى المشاعر الإنسانية، وعندما يعشق المرء، يعمل على تذليل كافة العقبات التي تواجهه للفوز بقلب المحبوبة، ويصبح طوع الحب، ويرضخ لأمره، لذا نجد أن عديداً من الملوك والحكام، أقاموا مدناً، ونصباً تذكارية، ودخلوا في حروب لأجل "الحبيبة".
قصص عشق خالدة لملوك مع زوجاتهم
- أخبار
- سيدتي - مصطفى السداوي
- 11 نوفمبر 2017